للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* تَبْشِيرُ الرَّسُولِ -صلى اللَّه عليه وسلم- بِفَتْحِ مِصْرَ:

وَقَدْ بَشَّرَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- بِفَتْحِ مِصْرَ وَأَوْصَى بِأَهْلِهَا خَيْرًا، فَقَدْ أَخْرَجَ الإِمَامُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ عَنْ أَبِي ذَرٍّ -رضي اللَّه عنه- أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إِنَّكُمْ سَتَفْتَحُونَ مِصْرَ، وَهِيَ أَرْضٌ يُسَمَّى فِيهَا القِيرَاطُ (١)، فَإِذَا فتَحْتُمُوهَا فَأَحْسِنُوا إِلَى أَهْلِهَا، فَإِنَّ لَهُمْ ذِمَّةً وَرَحِمًا"، أَوْ قَالَ: "ذِمَّةً وَصِهْرًا" (٢).

قَالَ الإِمَامُ النَّوَوِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى: أَمَّا الذِّمَّةُ فَهِيَ الحُرْمَةُ وَالحَقُّ وَهِيَ هُنَا بِمَعْنَى الذِّمَامِ، وَأَمَّا الرَّحِمُ فَلِكَوْنِ هَاجَرَ أُمِّ إِسْمَاعِيلَ مِنْهُمْ، وَأَمَّا الصِّهْرُ فَلِكَوْنِ مَارِيَةَ أُمِّ إِبْرَاهِيمَ مِنْهُمْ (٣).

وَرَوَى الطَّبَرَانِيُّ فِي الكَبِيرِ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- أَوْصَى عِنْدَ وَفَاتِهِ فَقَالَ: "اللَّهَ اللَّهَ فِي قِبْطِ مِصْرَ، فَإِنَّكُمْ سَتَظْهَرُونَ عَلَيْهِمْ، وَيَكُونُونَ لَكُمْ عُدَّةً وَأَعْوَانًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ" (٤).


(١) قال ابن الأثير في النهاية (٤/ ٣٧): القِيرَاطُ: جزءٌ من أجزاء الدينار، . . . وأرادَ بالأرض المستفتحة مصر، وخصَّها بالذكر، وإن كان القيراط مذكورًا في غيرها؛ لأنه كان يغلب على أهلها أن يقولوا: أعْطَيْتُ فلانًا قَرَارِيط، إذا أسمعه ما يكرهه، واذْهَبْ لا أعطيك قَرَارِيط: أي سَبَّك وإسماعك المكروه، ولا يوجد ذلك في كلام غيرهم.
(٢) أخرجه مسلم في صحيحه - كتاب فضائل الصحابة - باب وصية النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بأهل مصر - رقم الحديث (٢٥٤٣) (٢٢٧) - وأخرجه الإِمام أحمد في المسند - رقم الحديث (٢١٥٢٠).
(٣) انظر صحيح مسلم بشرح النووي (١٦/ ٧٩).
(٤) أورده الألباني رَحِمَهُ اللَّهُ في السلسلة الصحيحة - رقم الحديث (٣١١٣) - وعزاه إلى الطبراني في الكبير - وصحح إسناده.

<<  <  ج: ص:  >  >>