للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- إِلَى خَيْبَرَ فَسِرْنَا لَيْلًا، فَقَالَ رَجُلٌ (١) مِنَ القَوْمِ لِعَمِّي (٢) عَامِرِ بنِ الأَكْوَعِ: يَا عَامِرُ أَلَا تُسْمِعُنَا مِنْ هُنَيَّاتِكَ (٣)؟ وَكَانَ عَامِر رَجُلًا شَاعِرًا فنَزَلَ يَحْدُو (٤) بِأَصْحَابِ الرَّسُولِ -صلى اللَّه عليه وسلم-، وفِيهِمُ النَّبِيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- يَسُوقُ الرِّكَابَ (٥)، وَهُوَ يَقُولُ:

اللَّهُمَّ لَوْلَا أَنْتَ مَا اهْتَدَيْنَا ... وَلَا تَصَدَّقْنَا وَلَا صَلَّيْنَا

فَاغْفِرْ فِدَاءً (٦) لَكَ مَا اتَّقَيْنَا ... وَثَبِّتِ الأَقْدَامَ إِنْ لَاقَيْنَا


(١) قَالَ الحَافِظُ فِي الفَتْحِ (١٢/ ٤٢٣): هو عمر بن الخطاب -رضي اللَّه عنه-.
ووقع في رواية الإمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (١٥٥٥٦) - وابن إسحاق في السيرة (٣/ ٣٥٨) بسند ضعيف من حديث أبي الهيثم بن نَصْر بن دَهْر الأسلمي أن أباه حدثه: أنه سمع رَسُول اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول في مسيره إلى خيبر لعامر بن الأكوع: "انزل يا ابن الأكوع فاحْدُ لنا من هنياتك".
وفي هذا نظر؛ لأنه سيأتي بعد قليل أن رَسُول اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- سأل من هذا السَّائِقُ، فلو كان رَسُول اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- هو الذي أمره، ما سأل من هذا السائق.
(٢) في رواية أخرى في صحيح مسلم (١٨٠٢) (١٢٤) قال سلمة: أخي عامر.
قال الإمام النووي في شرح مسلم (١٢/ ١٥٣): فلعله كان أخاه من الرضاعة، وعمه من النسب.
(٣) هُنَيَّاتك: بضم الهاء، وتشديد الياء، وهي الأراجيز القِصَار. انظر النهاية (٥/ ٢٤١) - فتح الباري (١٤/ ٢٠٦) (١٢/ ٤٢٣).
وفي رواية أخرى في صحيح البخاري: هُنَيْهَاتك.
(٤) في رواية الإمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (١٦٥٣٨) - وابن حبان في صحيحه - رقم الحديث (٦٩٣٥) - قال: فجعل يَرْتَجِزُ.
(٥) قَالَ الحَافِظُ فِي الفَتْحِ (٨/ ٢٤١): وهذه كانت عادتهم إذا أرادُوا تنشيط الإبل في السَّير ينزل بعضهم فيَسُوقُهَا ويَحْدُو في تلك الحال.
(٦) قَالَ الحَافِظُ فِي الفَتْحِ (٨/ ٢٤٠): فِداء: بكسر الفاء، وقد استشكل هذا الكلام؛ لأنه لا يُقال في حق اللَّه، إذ معنى فِداء لك نفديك بأنفسنا، وحذف متعلق الفداء للشُّهرة، وإنما =

<<  <  ج: ص:  >  >>