للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يُحَوِّي (١) ورَاءَهُ بِعَبَاءَةٍ أَوْ بِكِسَاءٍ، ثُمَّ يُرْدِفُهَا وَرَاءَهُ -صلى اللَّه عليه وسلم- (٢).

رَوَى الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ وَصَحَّحَهُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي اللَّه عنه- قَالَ: لَمَّا دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- بِصَفِيَّةَ، بَاتَ أَبُو أَيُّوبٍ -رضي اللَّه عنه- عَلَى بَابِ النَّبِيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، فَلَمَّا أَصْبَحَ، فَرَأَى رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-، كَبَّرَ، وَمَعَ أَبِي أَيُّوبٍ السَّيْفُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَانَتْ جَارِيَةً حَدِيثَةَ عَهْدٍ بِعُرْسٍ، وَكُنْتَ قَتَلْتَ أَبَاهَا وَأَخَاهَا وَزَوْجَهَا، فَلَمْ آمَنْهَا عَلَيْكَ، فَضَحِكَ النَّبِيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، وَقَالَ لَهُ خَيْرًا (٣).

قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبِيُّ: غَرِيبٌ جِدًّا، وَله شُوَيْهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عِيسَى بنِ المُخْتَارِ، وَابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الحَكَمِ عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاس، فَذَكَرَ قَرِيبًا مِنْهُ (٤).

* غَيْرَةُ (٥) نِسَاءِ الرَّسُولِ -صلى اللَّه عليه وسلم- من صَفِيَّةَ:

وَلَمَّا قَدِمَتْ صَفِيَّةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا المَدِينَةَ كَانَ فِي أُذُنَيْهَا


(١) التحوية: أن يُدير كِسَاءً حول سِنَام البعير ثم يركبه، لِيَحْفَظَ راكبها من السُّقُوط ويستريح بالاستناد إليه. انظر النهاية (١/ ٤٤٧) - فتح الباري (١٠/ ٦٩).
(٢) أخرجه البخاري في صحيحه - كتاب المغازي - باب غزوة خيبر - رقم الحديث (٤٢١١) - وأخرجه الإِمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (١٢٦١٦).
(٣) أخرجه الحاكم في المستدرك - كتاب معرفة الصحابة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ - باب ذكر أم المؤمنين صفية بنت حيي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - رقم الحديث (٦٨٦٥) - وابن سعد في طبقاته (٨/ ٣٠٨).
(٤) انظر سير أعلام النبلاء (٢/ ٤٠٨).
شاهده الذي ذكره الإِمام الذهبي أخرجه ابن سعد في طبقاته (٢/ ٣٠٨).
(٥) قال القاضي عياض فيما نقله عنه الحافظ في الفتح (١٠/ ٤٠١): الغَيْرَة: بفتح الغين وسكون الياء، مشتقة من تَغَيُّرِ القلب وهَيَجَان الغضب بسبب المشاركة فيمَا به الاختصاص.

<<  <  ج: ص:  >  >>