للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَقَالَ: "مَا شَأْنُكِ" (١)؟ قَالَتْ: قَالَتْ لِي حَفْصَةُ: إِنِّي ابْنَةُ يَهُودِيٍّ! .

فَقَالَ النَّبِيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إِنَّكَ ابْنَةُ نَبِيٍّ، وَإنَّ عَمَّكِ نَبِيٌّ، وَإِنَّكِ لَتَحْتَ نَبِيٍّ، فَفِيمَ تَفْخَرُ عَلَيْكِ؟ " ثُمَّ قَالَ -صلى اللَّه عليه وسلم- لِحَفْصَةَ: "اتَّقِ اللَّهِ يَا حَفْصَةُ" (٢).

وَكَانَ عُمْرُ صَفِيَّةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا حِينَ تَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- سَبْعَ عَشْرَةَ سَنَةً.

وَتُوُفِّيَتْ صَفِيَّةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا سَنَةَ خَمْسِينَ مِنَ الهِجْرَةِ في خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ بنِ أَبِي سُفْيَانَ -رضي اللَّه عنه-، وَدُفِنَتْ بِالبَقِيعِ (٣).

* أَمْرُ الشَّاةِ المَسْمُومَةِ:

وَلَمَّا انْتَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- مِنْ خَيْبَرَ أَهْدَتْ لَهُ زَيْنَبُ بِنْتُ الحَارِثِ -امْرَأَةُ سَلَّامِ بنِ مِشْكَمٍ، وَأُخْتُ مَرْحَبٍ- شَاةً مَصْلِيَّةً (٤)، وَقَدْ سَألَتْ: أَيَّ عُضْوٍ مِنَ الشَّاةِ أَحَبُّ إلى مُحَمَّدٍ؟

فَقِيلَ لَهَا: الذِّرَاعُ، فَأَكْثَرَتْ فِيهَا السُّمَّ، ثُمَّ سَمَّتْ سَائِرَ الشَّاةِ، ثُمَّ جَاءَتْ


(١) هذه رواية الإِمام أحمد في مسنده, وفي رواية ابن حبان قال -صلى اللَّه عليه وسلم-: "ما يُبْكِيك"؟
(٢) أخرجه الإِمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (١٢٣٩٢) - وابن حبان في صحيحه - كتاب إخباره -صلى اللَّه عليه وسلم- عن مناقب الصحابة - باب ذكر تعظيم النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- صفية - رقم الحديث (٧٢١١).
(٣) انظر سير أعلام النبلاء (٢/ ٢٣٥ - ٢٣٧) - وفتح الباري (٤/ ٨١٤).
(٤) مصلية: مَشْوِيَّة. انظر النهاية (٣/ ٤٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>