للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَإِنِّي مُخْرِجٌ يَهُودَ (١)

فَلَمَّا أَجْمَعَ (٢) عُمَرُ -رضي اللَّه عنه- عَلَى إِجْلَائِهِمْ (٣) أتاهُ أَحَدُ بَنِي أَبِي الحُقَيْقِ (٤) فَقَالَ: يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ، أتخْرِجُنَا وَقَدْ أَقَرَّنَا مُحَمَّد -صلى اللَّه عليه وسلم- وَعَامَلَنَا عَلَى الأَمْوَالِ وَشَرَطَ ذَلِكَ لَنَا (٥)؟

فَقَالَ عُمَرُ -رضي اللَّه عنه-: أَظَنَنْتَ أَنِّي نَسِيتُ قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- لَكَ: "كَيْفَ بِكَ إِذَا أُخْرِجْتَ مِنْ خَيْبَرَ تَعْدُو بِكَ قَلُوصُكَ (٦) لَيْلة بَعْدَ لَيْلَةٍ" (٧).


(١) أخرج ذلك الإِمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (٩٠) وإسناده صحيح - وأخرجه الطحاوي في شرح مشكل الآثار - رقم الحديث (٢٧٦٥) وإسناده صحيح - وأصله في صحيح البخاري - رقم الحديث (٢٧٣٠).
(٢) أجمع: أي عَزم. لسان العرب (٢/ ٣٥٨).
(٣) قَالَ الحَافِظُ في الفَتْحِ (٥/ ٦٧٤): الإجلاء: الإخراج عن المال والوطن على وَجْهِ الإزعاج والكراهة.
(٤) قَالَ الحَافِظُ في الفَتْحِ (٥/ ٦٧٤): الحُقَيْقِ مُصَغّرًا، وهو رأسُ يهودِ خيبر، وفي رواية الطحاوي في شرح مشكل الآثار بسند صحيح - رقم الحديث (٢٧٦٥): قال عبد اللَّه بن عمر -رضي اللَّه عنه-: أتاه رئيسهم.
(٥) في رواية ابن حبان في صحيحه - رقم الحديث (٥١٩٩) فقال رئيسهم لعمر -رضي اللَّه عنه-: لا تُخْرِجنا دعنا نكون فيها كما أقَرَّنا رَسُول اللَّهِ وأبو بكر.
(٦) قَالَ الحَافِظُ في الفَتْحِ (٥/ ٦٧٤): قلوصك: بفتح القاف وضم اللام والصاد: هي الناقة الصَّابرة على السير، وقيل الشَّابَّة.
(٧) قَالَ الحَافِظُ في الفَتْحِ (٥/ ٦٧٤): فيه إشارةٌ منه -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى إخراجهم من خيبر، وكان ذلك من أخباره -صلى اللَّه عليه وسلم- بالمغيبات قبل وقوعها.
وفي رواية الطحاوي في شرح مشكل الآثار بسند صحيح - رقم الحديث (٢٧٦٥) فقال عمر لرئيسهم: أتراه سَقَطَ عني قول رَسُول اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- لك: "كيف بك إذا رَقَصَتْ بك -أي أسْرَعَتْ في السير- راحلتك نحوَ الشام يومًا ثم يومًا ثم يومًا".

<<  <  ج: ص:  >  >>