للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-صلى اللَّه عليه وسلم-، وَمَنْ يَجْتَرِئُ (١) عَلَيْهِ إِلَّا أُسَامَةُ حِبُّ (٢) رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-؟ ، فكلَّمَ رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- (٣).

فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أَتَشْفَعُ (٤) فِي حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ؟ ".

فَقَالَ أُسَامَةُ: اسْتَغْفِرْ لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ، ثُمَّ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-، فَخَطَبَ فَقَالَ: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّمَا ضَلَّ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ، وَإِذَا سَرَقَ فِيهُمُ الضَّعِيفُ أَقَامُوا عَلَيْهِ الحَدَّ، وَأَيْمُ اللَّهِ (٥)، لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ (٦) بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لقطَعَ مُحَمَّد يَدَهَا"، ثُمَّ أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-


= (٩) - أن ذلك وقع في غزوة الفتح، ولفظه: أن امرأة سرقت فِي عهد رَسُول اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- في غزوة الفتح.
(١) قَالَ الحَافِظُ فِي الفَتْحِ (١٤/ ٤٦): يجترئ: بسكون الجيم وكسر الراء من الجرأة: بضم الجيم وسكون الراء وفتح الهمزة، والجرأة هي الإقدام.
(٢) قَالَ الحَافِظُ فِي الفَتْحِ (١٤/ ٤٦): حب: بكسر الحاء بمعنى محبوب.
(٣) زاد النسائي فِي السنن الكبرى - رقم الحديث (٧٣٤٦): فزبره رَسُول اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-.
قَالَ الحَافِظُ فِي الفَتْحِ (١٤/ ٤٦): زبره بفتح الزاي: أي أغلظ له فِي النهي حَتَّى نسبه إلى الجهل.
(٤) في رواية أخرى في صحيح البخاري - رقم الحديث (٤٣٠٤): "أتكلمني".
(٥) في رواية أخرى في صحيح البخاري - رقم الحديث (٤٣٠٤) قال رَسُول اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "والذِي نفس محمد بيده".
(٦) قَالَ الحَافِظُ فِي الفَتْحِ (١٤/ ٤٨): وإنما خص رَسُول اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- فاطمة ابنته بالذكر، لأنها أعز أهله عنده؛ ولأنه لم يبق من بناته حينئذ غيرها، فأراد المبالغة في إثبات إقامة الحد على كل مكلف وترك المحاباة في ذلك، ولأن اسم السارقة وافق اسمها رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا فناسب أن يضرب المثل بها.

<<  <  ج: ص:  >  >>