للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جَرَّة، فَلَمَّا رَأَيْتُهُ اخْتَرَطْتُ (١) سَيْفِي، فَلَمَّا رَآنِي إِيَّاهُ أُرِيدُ، أَلْقَى الْجَرَّةَ، وَانْطَلَقَ هَارِبًا، فَرَقِيَ في نَخْلَةٍ، فَلَمَّا كَانَ في نِصْفِهَا، وَقَعَ مُسْتَلْقِيًا عَلَى قَفَاهُ، وَانْكَشَفَ ثَوبهُ عَنْهُ، فَإِذَا أَنَا بِهِ أَجَبُّ (٢) أَمْسَحُ لَيْسَ لَهُ شَيْءٌ مِمَّا خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِلرِّجَالِ، فَغَمَدْتُ سَيْفِي، وَقُلْتُ: مَهْ، قَالَ: خَيْرًا، رَجُلٌ مِنَ الْقِبْطِ، وَهِيَ امْرَأَةٌ مِنَ الْقِبْطِ، وَزَوْجَةُ رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- أَحْتَطِبُ لَهَا، وَأَسْتَعْذِبُ (٣) لَهَا.

قَالَ عَلِيٌّ -رضي اللَّه عنه-: فَرَجَعْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-، فَأَخْبَرتُهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "الْحَمْدُ للَّهِ الذِي يَصْرِفُ عَنَّا السُّوءَ أَهْلَ الْبَيْتِ" (٤).

* * *


(١) اخْتَرَطَ سَيْفُهُ: أي سَلَّهُ مِنْ غِمْد. انظر النهاية (٢/ ٢٣).
(٢) أَجَبُّ: أي مَقْطُوعُ الذَّكَرِ. انظر النهاية (١/ ٢٢٦).
(٣) يَسْتَعْذِبُ الماءَ: أي يَطلبُ الماءَ الْعَذْبَ. انظر النهاية (٣/ ١٧٧).
(٤) أخرجه الطحاوي في شرح مشكل الآثار - رقم الحديث (٤٩٥٣) - وأصله في صحيح مسلم - كتاب التوبة - باب براءة حرم النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- من الريبة - رقم الحديث (٢٧٧١).

<<  <  ج: ص:  >  >>