للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثُمَّ بَدَأَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- بِالْحَجَرِ الْأَسْوَدِ فَاسْتَلَمَهُ (١) وَقَبَّلَهُ، وَفَاضَتْ عَيْنَاهُ بِالْبُكَاءِ (٢).

رَوَى ابْنُ مَاجَه فِي سُنَنِهِ وَالْحَاكِمُ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: اسْتَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- الْحَجَرَ وَاسْتَلَمَهُ، ثُمَّ وَضَعَ شَفَتَيْهِ عَلَيْهِ يَبْكِي طَوِيلًا، ثُمَّ الْتَفَتَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-، فَإِذَا هُوَ بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ -رضي اللَّه عنه- يَبْكِي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "يَا عُمَرُ هَاهُنَا تُسْكَبُ الْعَبَرَاتُ" (٣).

وَرَوَى الشَّيْخَانِ فِي صَحِيحَيْهِمَا عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ -رضي اللَّه عنه-، أَنَّهُ جَاءَ إِلَى الْحَجَرِ الْأَسْوَدِ فَقَبَّلَهُ، فَقَالَ: إِنِّي أَعْلَمُ أَنَّكَ حَجَرٌ لَا تَضُرُّ وَلَا تَنْفَعُ، وَلَوْلَا أَنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- يُقَبِّلُكَ مَا قَبَّلْتُكَ (٤).


= وأخرج البيهقي في السنن (٥/ ٧٣) بسند حسن أن عمر بن الخطاب -رضي اللَّه عنه- كان يقول إذا رأى البيت: اللهم أنت السلام، ومنك السلام، فحيّنا ربنا بالسلام.
(١) معنى الاستلام: التمسح بالسَلِمة، بفتح السين وكسر اللام، وهي الحجارة، وقيل: هو افتعال من السلام: التحية. انظر النهاية (٢/ ٣٥٦) - وجامع الأصول (٣/ ١٦٨).
(٢) أورد ذلك الحافظ ابن كثير فِي البداية والنهاية (٥/ ١٦٧) - وعزاه إلى البيهقي في السنن الكبرى، وجود إسناده.
(٣) العبرات: الدموع. انظر لسان العرب (٩/ ١٨).
والحديث أخرجه ابن ماجه في سننه - كتاب المناسك - باب استلام الحجر - رقم الحديث (٢٩٤٥) - والحاكم في المستدرك - كتاب المناسك - باب استلام الحجر وتقبيله - رقم الحديث (١٧١٣).
(٤) أخرجه البخاري في صحيحه - كتاب الحج - باب ما ذكر في الحجر الأسود - رقم الحديث (١٥٩٧) - ومسلم في صحيحه - كتاب الحج - باب استحباب تقبيل الحجر =

<<  <  ج: ص:  >  >>