للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثُمَّ طَافَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- بِالْبَيْتِ مَاشِيًا (١)، فَرَمَلَ (٢) ثَلَاثًا، وَمَشَى أَرْبَعًا، يَسْتَلِمُ الْحَجَرَ الْأَسْوَدَ وَالرُّكْنَ الْيَمَانِي فِي كُلِّ طَوَافِهِ (٣)، وَقَدِ اضْطَبَعَ (٤) بِرِدَائِهِ فَجَعَلَ طَرَفَيْهِ عَلَى أَحَدِ كَتِفَيْهِ، وَأَبْدَى كَتِفَهُ الْأَخْرَى، وَمَنْكِبَهُ، وَكَانَ كُلَّمَا حَاذَى (٥) الْحَجَرَ الْأَسْوَدَ اسْتَلَمَهُ بِيَدِهِ، ثُمَّ قبَّلَهَا وَكَبَّرَ، أَوِ اسْتَلَمَهُ بِمِحْجَنِهِ (٦)


= الأسود في الطواف - رقم الحديث (١٢٧٠) (٢٥١) - وابن حبان في صحيحه - كتاب الحج - باب دخول مكة - رقم الحديث (٣٨٢٢).
(١) قَالَ الحَافِظُ ابنُ كَثِيرٍ فِي البداية والنهاية (٥/ ١٦٧): فأما الأول، وهو طواف القدوم، فكان ماشيًا فيه -صلى اللَّه عليه وسلم-، وقد نص الشافعي على هذا كله، والدليل على ذلك ما رواه البيهقي في السنن الكبرى بسند جيد عن جابر بن عبد اللَّه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قال: دخلنا مكة عند ارتفاع الضحى، فأتى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- باب المسجد فأناخ راحلته، ثم دخل المسجد، فبدأ بالحجر فاستلمه، وفاضت عيناه بالبكاء، ثم رمل ثلاثًا، ومشى أربعًا حَتَّى فرغ.
(٢) الرَمَل: بفتح الراء والميم، هو المشي السريع مع هز المنكبين. انظر النهاية (٢/ ٢٤١).
(٣) قال ابن القيم رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى فِي زاد المعاد (٢/ ٢٠٨): ولم يَدْعُ النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- عند الباب -أي باب الكعبة- بدعاء، ولا تحت الميزاب، ولا عند ظهر الكعبة وأركانها، ولا وَقّت للطواف ذكرًا معينًا، لا بفعله، ولا بتعليمه، بل حُفِظَ عنه بين الركنين قوله: "ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار".
أخرج هذا الدعاء ابن حبان في صحيحه - رقم الحديث (٣٨٢٦) - والإمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (١٥٣٩٨) - وإسناده حسن.
(٤) الِاضْطِبَاع: هو أن يأخذ الإزار أو البُرْد، فيجعل وسطه تحت إبطه الأيمن، ويلقي طرفيه على كتفه الأيسر من جهتي صدره وظهره، وسمي بذلك لإبداء الضبعين. انظر النهاية (٣/ ٦٨).
(٥) الحِذاء: الإزاء والمقابل. انظر لسان العرب (٣/ ٩٨).
(٦) قَالَ الحَافِظُ فِي الفَتْحِ (٤/ ٢٧٣): الْمِحْجَن: بكسر الميم وسكون الحاء وفتح الجيم، هو عصا محنية الرأس، والحجن الاعوجاج.

<<  <  ج: ص:  >  >>