للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَلَمَّا أَحَسَّ بِهِ أَبُو بَكْرٍ -رضي اللَّه عنه- (١) أَرَادَ أَنْ يَنْكُصَ (٢)، فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- أَنْ مَكَانَكَ، وَأَمَرَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ فَأَجْلَسَاهُ عَنْ يَسَارِ أَبِي بَكْرٍ -رضي اللَّه عنه-، فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- يُصَلِّي بِالنَّاسِ جَالِسًا، وَأَبُو بَكْرٍ قَائِمًا، يَقْتَدِي أَبُو بَكْرٍ بِصَلَاةِ النَّبِيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، وَيَقْتَدِي النَّاسُ بِصَلَاةِ أَبِي بَكْرٍ -رضي اللَّه عنه- (٣).

* رُجُوعُ أُسَامَةَ -رضي اللَّه عنه- مِنْ مُعَسْكَرِهِ بِالْجُرْفِ:

فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الْأَحَدِ قَبْلَ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- بِيَوْمٍ، اشْتَدَّ بِهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- الْوَجَعُ، فَوَصَلَتِ الْأَخْبَارُ إلى جَيْشِ أُسَامَةَ وَهُوَ بِالْجُرْفِ، فَشَاعَ الْحُزْنُ، فَرَجَعَ أُسَامَةُ -رضي اللَّه عنه-، وَرَجَعَ النَّاسُ مَعَهُ إِلَى الْمَدِينَةِ، وَرَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- مَغْمُورٌ (٤)، فَدَخَلَ عَلَيْهِ


= رقم الحديث (٣٠٨) وإسناده صحيح، ويمكن حمل قولهما: "خرج إلينا" أي من مكانه الذي كان راقدًا فيه إلى من في البيت، فصلى بهم، فتلتئم الروايات.
(١) هذه رواية الإِمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (٢٠٥٥).
وفي رواية ابن ماجه في سننه: فلما رآه الناس، سبحوا بأبي بكر.
(٢) النكوص: الرجوع إلى الوراء. انظر النهاية (٥/ ١٠١).
(٣) أخرج ذلك البخاري في صحيحه - كتاب الأذان - باب حد المريض أن يشهد الجماعة - رقم الحديث (٦٦٤) - وباب إنما جُعل الإِمام ليؤتم به - رقم الحديث (٦٨٧) - وباب الرجل يأتم بالإمام - رقم الحديث (٧١٣) - وأخرجه مسلم في صحيحه - كتاب الصلاة - باب استخلاف الإِمام إذا عرض له عذر من مرض أو سفر وغيرهما - رقم الحديث (٤١٨) (٩٥) - والإمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (٢٠٥٥) - وابن ماجه في سننه - كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها - باب ما جاء في صلاة رَسُول اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- في مرضه - رقم الحديث (١٢٣٥) - والطحاوي في شرح مشكل الآثار - رقم الحديث (٤٢٠٦).
(٤) مَغْمُورٌ: أي مُغمى عليه. انظر النهاية (٣/ ٣٤٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>