للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* المَشْهَدُ الثَّامِنُ:

ثُمَّ أَتَى رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- عَلَى خَشَبَةٍ عَلَى الطَّرِيقِ، لَا يَمُرُّ بِهَا شَيْءٌ إِلَّا قَطَعَتْهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "مَا هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ " قَالَ: هَذَا مَثَلُ أَقْوَامٍ مِنْ أُمَّتِكَ يَقْعُدُونَ عَلَى الطَّرِيقِ فَيَقْطَعُونَهَا، وَتَلَا قَوْلَهُ تَعَالَى: {وَلَا تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوعِدُونَ} (١).

* المَشْهَدُ التَّاسِعُ:

ثُمَّ رَأَى رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-، وَهُوَ فِي طَرِيقِهِ إِلَى بَيْتِ المَقْدِسِ رَجُلًا قَدْ جَمَعَ حِزْمَةَ حَطَبٍ عَظِيمَةً، لَا يَسْتَطِيعُ حَمْلَهَا، وهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَزِيدَ عَلَيْهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "مَا هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ " قَالَ: هَذَا الرَّجُلُ مِنْ أُمَّتِكَ تَكُونُ عِنْدَهُ أَمَانَاتُ


= قلتُ: أما الذين لا يؤدُّون زكاة أموالهم، فقد أخرج ابن ماجه في سننه - رقم الحديث (١٧٨٤) بسند صحيح عن عبد اللَّه بن مسعود -رضي اللَّه عنه- عن رَسُول اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "ما مِنْ أحَدٍ لا يُؤَدِّي زكاةَ مَالِهِ إلا مُثِّل له يوم القيامةِ شُجَاعًا أقرَعَ حتى يُطَوّق عُنُقه"، ثم قرَأ علينا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- مِصْدَاقُهُ من كتاب اللَّه تَعَالَى: {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} الآية. سورة آل عمران آية (١٨٠).
(١) سورة الأعراف آية (٨٦) - والخبر في تفسير الطبري (٨١٨) - دلائل النبوة للبيهقي (٢/ ٣٩٨).
قلتُ: أما قَطْعُ الطريق، فقد أخرج البخاري في صحيحه - رقم الحديث (٢٤٦٥) - والإمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (١١٣٠٩) عن أبي سعيد الخدري -رضي اللَّه عنه- قال رَسُول اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إيَّاكم والجُلُوسَ على الطُّرُقاتِ" فقالوا: ما لنا بُدٌّ، إنما هي مجالسُنَا نتحَدَّثُ فيها. قال: "فَإِذَا أتيتُمْ إلى المَجَالِسِ فأعطُوا الطَّريقَ حَقَّهَا"، قالوا: وما حَقُّ الطريق؟ قال -صلى اللَّه عليه وسلم-: "غَضُّ البَصَرِ، وكَفُّ الأذَى، ورَدُّ السلام، والأمرُ بالمعروفِ، والنَّهْيُ عنِ المُنْكَرِ".

<<  <  ج: ص:  >  >>