للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَ: أَبْكِي (١)؛ لِأَنَّ غُلَامًا (٢) بُعِثَ بَعْدِي يَدْخُلُ الجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِهِ أَكْثَرُ مِمَّنْ يَدْخُلُهَا مِنْ أُمَّتِي.

* صُعُودُ الرَّسُولِ -صلى اللَّه عليه وسلم- إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ:

قال -صلى اللَّه عليه وسلم-: "ثُمَّ عُرِجَ بِنَا إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ، فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ".

فَقِيلَ مَنْ أَنْتَ؟

قَالَ: جِبْرِيلُ.

فَقِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟

قَالَ: مُحَمَّدٌ.

قَالَ: وَقَدْ أُرْسلَ إِلَيْهِ؟

قَالَ: نَعَمْ.


(١) قال الحافظ في الفتح (٧/ ٦١٣): قال العُلَماءُ: لم يَكُنْ بُكَاءُ مُوسَى عليه السلام حَسَدًا، مَعَاذَ اللَّهِ، فإن الحَسَد في ذلك العالم مَنْزُوعٌ عن آحادِ المؤمنين، فكيفَ بمَنِ اصطَفَاه اللَّه تَعَالَى، بل كان أسَفًا على ما فاتَهُ من الأجْرِ الذي يترتَّبُ عليه رفعِ الدَّرَجَةِ بسببِ ما وقع من أمَّته من كثرَةِ المُخَالفَةِ المُقْتَضِيَةِ لتَنْقِيصِ أجُورِهم المستَلْزِم لتنقِيص أجْرِهِ؛ لأن لكل نَبِيٍّ مِثْلُ أجرِ كلِّ من اتَّبعه، ولهذا كان من اتَّبعه من أمته في العدد دُون من اتبع نبينا محمَّد -صلى اللَّه عليه وسلم- مع طولِ مُدَّتهم بالنسبة لهذهِ الأمةِ.
(٢) قال الحافظ في الفتح (٧/ ٦١٣): قوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "غُلَامًا"، فليسَ على سبيل النَّقْص، بل على سبيلِ التَّنْوِيهِ بقُدرَةِ اللَّه تَعَالَى، وعظيمِ كَرَمِهِ إذ أعطى لمن كان في ذلك السّن ما لم يُعطِهِ أحدًا قبلَهُ ممَّنْ هو أسَنُّ منه.

<<  <  ج: ص:  >  >>