للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قِيلَ: مَرْحَبًا بِهِ فَنِعْمَ المَجِيءُ جَاءَ.

قَالَ الرَّسُولُ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "فَفُتِحَ لَنَا، فَإِذَا أنَا بِإِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلامُ، مُسْنِدًا ظَهْرَهُ إِلَى البَيْتِ المَعْمُورِ، وَإِذَا هُوَ يَدْخُلُهُ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ ألفَ مَلَكٍ (١)، لَا يَعُودُونَ إِلَيهِ (٢) ".

فَقَالَ جِبْرِيلُ: هَذَا أَبُوكَ إبْرَاهِيمُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَرَدَّ عَلَيَّ.

ثُمَّ قَالَ: مَرْحَبًا بِالِابْنِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ (٣).

رَوَى الإِمَامُ التِّرْمِذِيُّ فِي جَامِعِهِ وَالإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِهِ بِسَنَدٍ حَسَنٍ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ -رضي اللَّه عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لَقِيتُ إِبْرَاهِيمَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، أَقْرِئْ أُمَّتَكَ مِنِّي السَّلَامَ، وأَخْبِرْهُمْ أَنَّ الجَنَّةَ طَيِّبَةُ التُّرْبَةِ، عَذْبَةُ المَاءِ، وأنَّهَا قِيعَانٌ (٤)، وأَنَّ غِرَاسَهَا: سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالحَمْدُ


(١) قال الحافظ في الفتح (٧/ ٦١٧): استدل به على أن الملائكةَ أكثرُ المخلوقاتِ لأنَّه لا يُعرف من جَمِيع العوَالم من يتجدَّد من جِنْسِه في كل يوم سبعون ألفًا غير ما ثَبَت عن الملائكة في هذا الخَبَر.
(٢) زاد ابن إسحاق في السيرة (٢/ ٢٠): إلى يوم القيامة.
(٣) أخرج ذلك كله: البخاري في صحيحه - كتاب الصلاة - باب كيف فرضت الصلوات في الإسراء؟ - رقم الحديث (٣٤٩) - وأخرجه في كتاب أحاديث الأنبياء - باب ذكر إدريس عليه السلام - رقم الحديث (٣٣٤٢) - وأخرجه في كتاب مناقب الأنصار - باب المعراج - رقم الحديث (٣٨٨٧) - ومسلم في صحيحه - كتاب الإيمان - باب الإسراء برسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى السماوات - رقم الحديث (١٦٢) (١٦٣) - والإمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (١٢٥٠٥).
(٤) قيعَان: جمع قَاعٍ وهو المكان المُسْتَوي في وطأةٍ من الأرض يعلوُه ماءُ السماء فيُمسِكُهُ، ويستَوِي نَبَاتُهُ. انظر النهاية (٤/ ١١٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>