للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مَذْهَبِ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ -صلى اللَّه عليه وسلم- رَأَى رَبَّهُ، وَقَوْلُ عَائِشَةَ، وابْنِ مَسْعُودٍ، وأَبِي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَجْمَعِينَ فِي حَمْلِهِمْ هَذِهِ الآيَاتِ عَلَى رُؤْيَتِهِ، جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلام، أصَحُّ (١).

وَقَالَ الحَافِظُ ابنُ كَثِيرٍ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى: وهَذَا الذِي قَالَهُ البَيْهَقِيُّ هُوَ الحَقُّ فِي هَذِهِ المَسْأَلَةِ (٢).

وَقَالَ شَيْخُ الإِسْلَامِ ابنُ تَيْمِيَةَ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى: وَأَمَّا الرُّؤْيَةُ فَالذِي ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ عَنِ ابنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ: رَأَى مُحَمَّدٌ رَبّه بِفُؤَادِهِ مَرَّتَيْنِ، وعَائِشَةُ أنْكَرَتِ الرُّؤْيَةَ، فَمِنَ النَّاسِ مَنْ جَمَعَ بَيْنَهُمَا فَقَالَ: عَائِشَةُ أنْكَرَتْ رُؤْيَةَ العَيْنِ، وابنُ عَبَّاسٍ أثْبَتَ رُؤْيَةَ الفُؤَادِ. والأَلْفَاظُ الثَّابِتَةُ عنِ ابنِ عَبَّاسٍ هِيَ مُطْلَقَةٌ، أَوْ مُقَيَّدَةٌ بِالفُؤَادِ، تَارَةً يَقُولُ: رَأَى مُحَمَّدٌ رَبَّهُ، وتَارَةً يَقُولُ: رَآهُ مُحَمَّد، وَلَمْ يَثْبُتْ عَنِ ابنِ عَبَّاسٍ لَفْظٌ صَرِيحٌ بِأنَّهُ رَآهُ بِعَيْنِهِ.

وَكَذَلِكَ الإِمَامُ أَحْمَدُ، تَارَةً يُطْلِقُ الرُّؤْيَةَ، وتَارَةً يَقُولُ: رَآهُ بِفُؤَادِهِ، وَلَمْ يَقُلْ أَحَدٌ أَنَّهُ سَمعَ أَحْمَدَ يَقُولُ رَآهُ بِعَيْنِهِ، لَكِنَّ طَائِفَةً مِنْ أَصْحَابِهِ سَمِعُوا بَعْضَ


= تعالى: {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} - رقم الحديث (٧٥١٧).
ولفظ الزيادة التي تفرد بها شريك: "ودنا الجبار رب العزة، فتدلى حتى كان منه قاب قوسين أو أدنى".
(١) انظر دلائل النبوة (٢/ ٣٨٥).
(٢) انظر تفسير ابن كثير (٥/ ٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>