للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أخْوَالِي بَنِي عَدِيِّ بنِ النَّجَّارِ، فأقَامَ عِنْدَهُمْ مَرِيضًا شَهْرًا، ومَضَى أصْحَابُهُ فَقَدِمُوا مَكَّةَ، فَسَأَلَهُمْ عَبْدُ المُطَّلِبِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، فَقَالُوا: خَلَّفْنَاهُ عِنْدَ أخْوَالِهِ بَنِي عَدِيِّ بنِ النَّجَّارِ، وهُوَ مَرِيضٌ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ عَبْدُ المُطَّلِبِ أكْبَرَ وَلَدِهِ الحَارِثَ فَوَجَدَهُ قَدْ تُوُفِّي ودُفِنَ في دَارِ النَّابِغَةِ، وهُوَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَدِيِّ بنِ النَّجَّارِ، فَرَجَعَ الحَارِثُ بنُ عَبْدِ المُطَّلِبِ إِلَى أبِيهِ عَبْدِ المُطَّلِبِ، فأخْبَرَهُ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ قَدْ تُوُفِيَ، فَوَجِدَ (١) عَلَيْهِ عَبْدُ المُطَّلِبِ، وإخْوَتُهُ وأخَوَاتُهُ وَجْدًا شَدِيدًا (٢).

* وُلِدَ رسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- يَتِيمَ الأَبِ:

ولَمَّا تُوُفِّيَ عَبْدُ اللَّهِ وَالِدُ الرَّسُولِ -صلى اللَّه عليه وسلم-، كَانَ رسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- حَمْلًا فِي بَطْنِ أُمِّهِ، ابنَ شَهْرَيْنِ، فَقَدْ رَوَى الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ وصَحَّحَهُ عَنْ قَيْسِ (٣) بنِ مَخْرَمَةَ -رضي اللَّه عنه- قَالَ: تُوُفِّيَ أبُوهُ وأُمُّهُ حُبْلَى (٤) بِهِ (٥).

قَالَ الحَافِظُ ابْنُ كَثِيرٍ: والمَقْصُودُ أَنَّ أُمَّهُ حِينَ حَمَلَتْ بِهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-، تُوُفِّيَ أبُوهُ عَبْدُ اللَّهِ، وهُوَ حَمْلٌ فِي بَطْنِ أُمِّهِ عَلَى المَشْهُورِ (٦).


(١) وَجِدَ: بكسر الجيم وفتحها أي حَزِنَ. لسان العرب (١٥/ ٢١٩).
(٢) انظر الطبَّقَات الكُبْرى لابن سعد (١/ ٤٦) - زاد المعاد (١/ ٧٥) - الرَّوْض الأُنُف (١/ ٢٨٣) - السِّيرة النَّبوِيَّة للذهبي (١/ ٦٦٥).
(٣) هو قيسُ بنُ مَخْرَمَةَ بن المُطَّلِبِ القرشِي المُطَّلِبي، وُلِدَ هو ورسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في عام واحد، وكان من المؤلَّفَةِ قلوبهم، وكان مِمَّنْ حَسُنَ إسلامه. انظر الإصابة (٥/ ٣٧٩).
(٤) امرأةٌ حُبْلَى: أي حَامل. انظر لسان العرب (٣/ ٣١).
(٥) أخرجه الحاكم في المستدرك - كتاب التاريخ - باب زيارته -صلى اللَّه عليه وسلم- قبر أمه - رقم الحديث (٤٢٤٧) - وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، وأقره الذهبي.
(٦) انظر البداية والنهاية (٢/ ٦٦٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>