للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* مُلَاطَفَةُ الرَّسُولِ -صلى اللَّه عليه وسلم- لِعَائِشَةَ رَضِيَ اللَّه عَنْهَا:

وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- يُلَاطِفُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّه عَنْهَا، ويُبَاسِطُهَا، ويُرَاعِي صِغَرَ سِنِّهَا، فَقَدْ أخْرَجَ الشَّيْخَانِ في صَحِيحَيْهِمَا عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّه عَنْهَا: أَنَّهَا كَانَتْ تَلْعَبُ بِالبَنَاتِ عِنْدَ رَسُولِ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، قَالَتْ: وكَانَتْ تَأْتِيني صَوَاحِبِي، فَكُنَّ يَنْقَمِعْنَ (١) مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-، قَالَتْ: فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- يُسَرِّبُهُنَّ (٢) إِلَيَّ (٣).

وأخْرَجَ ابنُ حِبَّانَ وأَبُو دَاوُدَ فِي سُنَنِهِ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ، أَوْ خَيْبَرَ، وفِي سَهْوَاتِهَا (٤) سِتْرٌ، فَهَبَّتْ رِيحٌ، فكَشَفَتْ نَاحِيَةَ السِّتْرِ عَنْ بَنَاتٍ لِعَائِشَةَ لُعَبٍ، فَقَالَ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "مَا هَذَا يَا عَائِشَةُ؟ " قَالَتْ: بَنَاتِي، وَرَأَى بَيْنَهُنَّ فَرَسًا لَهَا جَنَاحَانِ مِنْ رِقَاعٍ، فَقَالَ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "مَا هَذَا الذِي أَرَى وَسَطَهُنَّ؟ " قَالَتْ: فَرَسٌ، قَالَ: "وَمَا هَذَا الذِي عَلَيْهِ؟ " قَالَتْ: جَنَاحَانِ، قَالَ: "فَرَسٌ لَهُ جَنَاحَانِ! " قَالَتْ: أَمَا سَمِعْتَ أَنَّ لِسُلَيْمَانَ -عَلَيْهِ السَّلَامُ- خَيْلًا لَهَا أَجْنِحَةٌ؟ ، قَالَتْ: فَضحكَ


(١) يَنْقَمِعْنَ: أي تَغَيَّبْنَ ودَخَلْنَ في بيت، أو من وَرَاءِ سِتْر. انظر النهاية (٤/ ٩٢).
(٢) يُسرِّبهن: أي يبعَثُهُن ويُرْسِلُهن إليّ. انظر النهاية (٢/ ٣٢١).
(٣) أخرجه البخاري في صحيحه - كتاب الأدب - باب الانبساط إلى الناس - رقم الحديث (٦١٣٠) - وأخرجه مسلم في صحيحه - كتاب فضائل الصحابة - باب في فضل عائشة رَضِيَ اللَّه عَنْهَا - رقم الحديث (٢٤٤٠).
(٤) السَّهْوَة: بيت صغيرٌ منْحَدِرٌ في الأرض قليلًا، شَبِيهٌ بالمَخْدَع والخِزَانة. انظر النهاية (٢/ ٣٨٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>