للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسَمَّاهَا النَّبِيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- طَيْبَةَ (١).

وأخْرَجَ الطَّيَالِسِيُّ في مُسْنَدِهِ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ عَنْ جَابِرِ بنِ سَمُرَةَ -رضي اللَّه عنه- قَالَ: كَانُوا يُسَمُّونَ المَدِينَةَ يَثْرِبَ، فَسَمَّاهَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- طَيْبَةَ (٢).

وأخْرَجَ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ -رضي اللَّه عنه- قَالَ: أقْبَلْنَا مَعَ النَّبِيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- مِنْ تَبُوكَ حَتَّى أشْرَفْنَا (٣) عَلَى المَدِينَةِ، فَقَالَ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "هَذِهِ طَابَةٌ" (٤).

قُلْتُ: وَقَدْ جَاءَتْ بَعْضُ الأَحَادِيثِ فِيهَا النَّهْيُ عَنْ تَسْمِيَةِ المَدِينَةِ يَثْرِبَ فَمِنْ ذَلِكَ مَا أخْرَجَهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِهِ بِسَنَدٍ فِيهِ ضَعْفٌ عَنِ البَرَاءِ بنِ عَازِبٍ -رضي اللَّه عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "مَنْ سَمَّى المَدِينَةَ يَثْرِبَ فَلْيَسْتَغْفِرِ اللَّه، هِيَ طَابَةٌ، هِيَ طَابَةٌ" (٥).

قَالَ الحَافِظُ في الفَتْحِ: لِأَنَّ يَثْرِبَ إمَّا مِنَ التَّثْرِيبِ الذِي هُوَ التَّوْبِيخُ والمَلَامَةُ، أَوْ مِنَ الثَّرَبِ وهُوَ الفَسَادُ، وكِلَاهُمَا مُسْتَقْبَح، وكَانَ -صلى اللَّه عليه وسلم- يُحِبُّ الِاسْمَ الحَسَنَ، وَيَكْرَهُ الِاسْمَ القَبِيحَ (٦).


(١) انظر صحيح مسلم بشرح النووي (٩/ ١٣٣).
(٢) أخرجه الطيالسي في مسنده - رقم الحديث (٧٩٨).
(٣) شَارَفَ الشيءَ: أي دنَا منه وقَارَب أن يَظْفَر به. انظر لسان العرب (٧/ ٩١).
(٤) أخرجه البخاري في صحيحه - كتاب فضائل المدينة - باب المدينة طابة، رقم الحديث (١٨٧٢).
(٥) أخرجه الإِمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (١٨٥١٩).
(٦) انظر فتح الباري (٤/ ٥٧٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>