للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَقَالَ عَمَّارٌ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الفِتَنِ (١).

* قَوْلَةُ جَمِيلةٌ لِلْإِمَامِ الذَّهَبِيِّ:

قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبِيُّ: . . . وَقَدْ كَانَ بَيْنَ الطَّائِفَتَيْنِ مِنْ أَهْلِ صِفِّينَ مَا هُوَ أَبْلَغُ مِنَ السَّبِّ، السَّيْفُ، فَإِنْ صَحَّ شَيءٌ، فَسَبِيلُنَا الْكَفُّ وَالِاسْتِغْفَارُ لِلصَّحَابَةِ، وَلَا نُحِبُّ مَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْهُ (٢).

* كَمِ اسْتَغْرَقَ بِنَاءُ المَسْجِدِ النَّبَوِيِّ؟ :

واسْتَغْرَقَ بِنَاءُ المَسْجِدِ النَّبَوِيِّ اثْنَيْ عَشَرَ يَوْمًا (٣)، وكَانَ في أبْسَطِ صُورَةٍ، فِرَاشُهُ الرِّمَالُ، وأعْمِدَتُهُ جُذُوعُ النَّخْلِ، وسَقْفُهُ جَرِيدُ النَّخْلِ (٤)، وطُولُهُ


= فالجوابُ: أنَّهم كانوا ظانين أنَّهم يدعون إلى الجنة، وهم مجتهدون لا لَوْم عليهم في اتباع ظُنُونهم، فالمرادُ بالدعاء إلى الجنةِ الدُّعاء إلى سَبَبِها، وهو طاعةُ الإِمام، وكذلك كان عمَّار -رضي اللَّه عنه- يَدْعوهم إلى طاعة علي -رضي اللَّه عنه- وهو الإِمام الواجِبُ الطاعَةِ إِذْ ذَاك، وكانوا هم يَدعون إلى خلافِ ذلك، لكنهم مَعْذُورُونَ للتأويل الذي ظهَر لهم.
(١) أخرج قِصَّةَ بناءِ المسجدِ النبوي: البخاري في صحيحه - كتاب فضائل الأنصار - باب هجرة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وأصحابه إلى المدينة - رقم الحديث (٣٩٠٦) - وباب مقدم الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- وأصحابه المدينة - رقم الحديث (٣٩٣٢) - وأخرجها في كتاب الصلاة - باب هل تنبش قبور مشركي الجاهلية - رقم الحديث (٤٢٨) - باب التعاون في بناء المسجد - رقم الحديث (٤٤٧) - وأخرجه الإِمام مسلم في صحيحه - كتاب المساجد ومواضع الصلاة - باب ابتناء مسجد النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- رقم الحديث (٥٢٤) - وأخرجها في كتاب الفتن وأشراط الساعة - باب لا تقوم الساعة حتَّى يمر الرَّجل بقبر الرَّجل - رقم الحديث (٢٩١٥) - وأخرجه الإِمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (١٢١٧٨) - (٢٦٥٦٣).
(٢) انظر سير أعلام النبلاء (٣/ ٣٩).
(٣) جاء ذلك في رواية عبد اللَّه بن الزبير عند البيهقي في الدلائل (٢/ ٥٠٩).
(٤) أخرج ذلك البخاري في صحيحه - كتاب الصلاة - باب بنيان المسجد - رقم الحديث (٤٤٦) =

<<  <  ج: ص:  >  >>