للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يَسُرُّنَا أَنَّا كُنَّا تَحَوَّلْنَا (١).

وَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى في بَنِي سَلِمَةَ قَوْله تَعَالَى: {وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ} (٢).

* فَوَائِدُ الحَدِيثِ:

قَالَ الحَافِظُ في الفَتْحِ: وفِي هَذَا الحَدِيثِ مِنَ الفَوَائِدِ:

١ - أَنَّ أعْمَالَ البِرِّ إِذَا كَانَتْ خَالِصَةً تكتَبُ آثارُهَا حَسَنَاتٍ.

٢ - وَفيهِ اسْتِحْبَابُ السُّكْنَى قُرْبَ المَسْجِدِ إِلَّا لِمَنْ حَصَلَتْ بِهِ مَنْفَعَةٌ أُخْرَى، أَوْ أَرَادَ تَكْثِيرَ الأَجْرِ بِكَثْرَةِ المَشْي مَا لَمْ يَحْمِلْ عَلَى نَفْسِهِ.

٣ - وَاسْتَنْبَطَ مِنْهُ بَعْضُهُمْ اسْتِحْبَابَ قَصْدِ المَسْجِدِ البَعِيدِ، وَلَوْ كَانَ بِجَنْبِهِ مَسْجِدٌ قَرِيبٌ، وإِنَّمَا يَتِمُّ ذَلِكَ إِذَا لَمْ يَلْزَمْ مِنْ ذَهَابِهِ إلى البَعِيدِ هَجْرُ القَرِيبِ، وإِلَّا فَإِحْيَاؤُهُ بِذِكْرِ اللَّهِ أَوْلَى، وَكَذَا إِذَا كَانَ في المَسْجِدِ البَعِيدِ مَانِعٌ مِنَ الكَمَالِ كَأَنْ يَكُونَ إِمَامُهُ مُبْتَدِعًا (٣).


(١) أخرجه الإِمام البخاري في صحيحه - كتاب الأذان - باب احتساب الآثار - رقم الحديث (٦٥٥) (٦٥٦) - من حديث أنس -رضي اللَّه عنه- ومسلم في صحيحه - كتاب المساجد ومواضع الصلاة - باب فضل كثرة الخطأ إلى المساجد - رقم الحديث (٦٦٥).
(٢) سورة يس آية (١٢) - وأخرج نُزُولَ هذه الآية في بني سَلِمة: ابن ماجه في سننه - كتاب المساجد والجَمَاعات - باب البعد فالأبعد من المسجد أعظم أجرًا - رقم الحديث (٧٨٥) عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما -وهو صحيح لغيره- وأورده الحافظ في الفتح (٢/ ٣٥٨) وقوى إسناده.
وعلقه الإِمام البخاري في صحيحه - كتاب الأذان - باب احتساب الآثار - عن مجاهد.
(٣) انظر فتح الباري (٢/ ٣٥٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>