للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَلَمْ يُجَاهِدْ نَبِيٌّ وَأُمَّتُهُ قَطُّ مَا جَاهَدَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- وَأُمَّتُهُ، والمَلَاحِمُ (١) الكِبَارُ التِي وَقَعَتْ وَتَقَعُ بَيْنَ أُمَّتِهِ وبَيْنَ الكُفَّارِ لَمْ يُعْهَدْ مِثْلُهَا قَبْلَهُ، فإنَّ أُمَّتَهُ يَقْتُلُونَ الكُفَّارَ فِي أقْطَارِ الأَرْضِ عَلَى تَعَاقُبِ الأَعْصَارِ، وَقَدْ أَوْقَعُوا بِهِمْ مِنَ المَلَاحِمِ مَا لَمْ تَفْعَلْهُ أُمَّةٌ سِوَاهُمْ (٢).

قَالَ أحْمَد شَوْقِي رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى:

قَالُوا غَزَوْتَ، وَرُسْلُ اللَّهِ مَا بُعِثُوا ... لِقَتْلِ نَفْسٍ وَلَا جَاؤُوا لِسَفْكِ دَمِ

جَهْلٌ وتَضْلِيلُ أحْلَامٍ وَسَفْسَطَةٌ ... فتَحْتَ بِالسِّيْفِ بَعْدَ الفَتْحِ بِالقلَمِ

لَمَّا أتَى لَكَ عَفْوًا كُلُّ ذِي حَسَبٍ ... تَكَفَّلَ السَّيفُ بالْجُهَّالِ والعَمَمِ (٣)

والشَّرُّ إِنْ تَلْقَهُ بِالْخَيرِ ضِقْتَ بِهِ ... ذَرْعًا وإنْ تَلْقَهُ بِالشَّرِّ يَنْحَسِمِ

* * *


(١) المَلْحَمَةُ: هي الحَرْبُ وموضعُ القِتَال، والجمعُ المَلاحِمُ، مأخوذٌ من اشتِبَاكِ الناسِ واختِلاطِهِمْ فيها. انظر النهاية (٤/ ٢٠٦).
(٢) انظر زاد المعاد (١/ ٩٣).
(٣) العماعم: الجماعات المتفرقة. انظر لسان العرب (٩/ ٤٠٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>