للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قُلْنَا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ.

قَالَ: "أُحَيْمِرُ (١) ثَمُودَ الذِي عَقَرَ النَّاقَةَ، وَالذِي يَضْرِبُكَ يَا عَلِيُّ عَلَى هَذِهِ"، وَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى قَرْنِهِ (٢)، "حَتَّى يَبُلَّ مِنْهَا هَذِهِ"، يَعْنِي لِحْيَتَهُ (٣).

وفِي رِوَايَةٍ عِنْدَ الحَاكِمِ في المُسْتَدْرَكِ بِسَنَدٍ حَسَنٍ أَنَّ رَسُول اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- قَالَ لِعَلِيٍّ -رضي اللَّه عنه-: "إِنَّكَ سَتُضْرَبُ ضَرْبَةً هَاهُنَا وَضَرْبَةً هَاهُنَا". وَأَشَارَ إِلَى صُدْغَيْهِ (٤)، "فَيَسِيلُ دَمُهَا حَتَّى تَخْتَضِبَ (٥) لِحْيَتُكَ، ويَكُونُ صَاحِبُهَا أشْقَاهَا، كَمَا كَانَ عَاقِرُ النَّاقَةِ أشْقَى ثَمُودَ" (٦).

قُلْتُ: قُتِلَ عَلِيُّ بنُ أَبِي طَالِبٍ -رضي اللَّه عنه- لَيْلَةَ السَّابِعَ عَشَرَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ،


(١) واسمُهُ: قُدَارُ بنُ سَالِفٍ، وكان رَجُلًا عَزيرًا في قومه، فقد أخرج الإمام البخاري في صحيحه - رقم الحديث (٤٩٤٢) - ومسلمٌ في صحيحه - رقم الحديث (٢٨٥٥) - عن عبد اللَّه بن زَمْعَة أنَّه سمع النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يخطب وذكَرَ الناقةَ والذي عَقَرَ، فقال رَسُول اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: {إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا} انبعَثَ لها رجُلٌ عزِيزٌ عارِمٌ مَنِيعٌ في رَهْطِهِ".
عارِمٌ: أي خبِيثٌ شِرِّير. انظر النهاية (٣/ ٢٠١).
(٢) قَرْنُ الرَّجُل: حَدُّ رأسِهِ وجانِبُه. انظر لسان العرب (١١/ ١٣٥).
(٣) أخرجه الإمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (١٨٣٢١) - والطحاوي في شرح مشكل الآثار - رقم الحديث (٨١١) وهو حديث صحيح - وانظر السلسلة الصحيحة للألباني - رقم الحديث (١٠٨٨).
(٤) الصُّدْغُ: هو ما بين العين إلى شحمة الأذن. انظر النهاية (٣/ ١٧).
(٥) تختَضِبُ: تَبتَلّ. انظر النهاية (٢/ ٣٨).
(٦) أخرجه الحاكم في المستدرك - كتاب معرفة الصحابة - باب إخباره -صلى اللَّه عليه وسلم- بشهادة عليّ -رضي اللَّه عنه- رقم الحديث (٤٦٤٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>