للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غَزْوَةُ سَفَوَانَ (١) أَوْ بَدْرٌ الأولَى

لَمْ يَقُمْ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- بِالمَدِينَةِ حِينَ قَدِمَ مِنْ غَزْوَةِ العُشَيْرَةِ إِلَّا لَيَالِيَ قَلَائِلَ لَا تَبْلُغُ العَشْرَ حَتَّى أَغَارَ كُرْزُ بنُ جَابِرٍ الفِهْرِيُّ (٢) عَلَى سَرْحِ (٣) المَدِينَةِ، فَاسْتَاقَهُ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- في سَبْعِينَ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِهِ، وَحَمَلَ لِوَاءَهُ عَلِيُّ بنُ أَبِي طَالِبٍ -رضي اللَّه عنه-، وكَانَ لِوَاءً أَبْيَضَ، وَاسْتَخْلَفَ -صلى اللَّه عليه وسلم- عَلَى المَدِينَةِ زَيْدَ بنَ حَارِثَةَ -رضي اللَّه عنه-، فَطَلَبَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- حَتَّى بَلَغَ وَادِيًا يُقَالُ لَهُ: سَفَوَانُ مِنْ نَاحِيَةِ بَدْرٍ، وَفَاتَهُ كُرْزُ بنُ جَابِرٍ فَلَمْ يَلْحَقْهُ، وَرَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- إِلَى المَدِينَةِ (٤).

* * *


(١) سَفَوان: بفتح السين والفاء وادٍ من ناحية بدر، بلغ إليه رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في طلب كُرز بن جابر الفهري لما أغارَ على سرح المدينة. انظر النهاية (٢/ ٣٣٨).
(٢) هو كُرزُ بن جابِرٍ الفِهْرِي كان من رُؤَساء المشركين، ثم أسلم وصَحِبَ، وبعثه رَسُول اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- في آثار العُرَنِيِّين في عِشرين فارسًا، واستعمله عليهم، واستشهد -رضي اللَّه عنه- في فتح مكة. انظر الإصابة (٥/ ٤٣٤).
(٣) السَّرْحُ: بفتح السين وسكون الراء وهي الإبل والمواشي التي تسرَحُ للرَّعي. انظر النهاية (٢/ ٣٢٢).
(٤) انظر سيرة ابن هشام (٢/ ٢١٣) - وعند ابن سعد في طبقاته (٢/ ٢٥٣): أنها كانت قبل غزوة العُشَيرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>