للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إِنَّ لنَا طَلِبَةً (١)، فَمَنْ كَانَ ظَهْرُهُ (٢) حَاضِرًا فَلْيَرْكَبْ مَعَنَا" فَجَعَلَ رِجَالٌ يَسْتَأْذِنُونَهُ في ظُهْرَانِهِمْ في عُلْوِ المَدِينَةِ، فَقَالَ: "لَا، إِلَّا مَنْ كَانَ ظُهْرُهُ حَاضِرًا" (٣).

وَلذَلِكَ لَمْ يُعَاتِبْ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- أَحَدًا تَخَلَّفَ عَنْ هَذِهِ الغَزْوَةِ العَظِيمَةِ.

أَخْرَجَ الشَّيْخَانِ في صَحِيحَيْهِمَا عَنْ كَعْبِ بنِ مَالِكٍ -رضي اللَّه عنه- قَالَ: لَمْ أتَخَلَّفْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- في غَزْوَةٍ غَزَاهَا إِلَّا في غَزْوَةِ تَبُوكٍ، غَيْرَ أنِّي كُنْتُ تَخَلَّفْتُ في غَزْوَةِ بَدْرٍ، وَلَمْ يُعَاتِبْ أَحَدًا تَخَلَّفَ عَنْهَا، إِنَّمَا خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- يُرِيدُ عِيرَ قُرَيْشٍ (٤).

* تَارِيخُ خُرُوجِهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- مِنَ المَدِينَةِ:

خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- مِنَ المَدِينَةِ يَوْمَ السَّبْتِ لِاثْنَتَيْ عَشْرَةَ لَيْلَةٍ خَلَتْ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ، واسْتَعْمَلَ ابنَ أُمِّ مَكْتُومٍ -رضي اللَّه عنه- عَلَى الصَّلَاةِ بِالنَّاسِ، ثُمَّ رَدَّ أبَا لُبَابَةَ


(١) قال الإمام النووي في شرح مسلم (١٣/ ٤٠): طَلِبه: بفتح الطاء وكسر اللام: أي شيئًا نطلبه.
(٢) الظهر: الإبل التي يُحمل عليها وتُركب. انظر النهاية (٣/ ١٥١).
(٣) أخرج الإمام مسلم في صحيحه - كتاب الإمارة - باب ثبوت الجنَّة للشهيد - رقم الحديث (١٩٠١) - وأخرجه الإمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (١٢٣٩٨).
(٤) أخرجه البخاري في صحيحه - كتاب المغازي - باب غزوة تبوك - رقم الحديث (٤٤١٨) - ومسلم في صحيحه - كتاب التوبة - باب حديث توبة كعب بن مالك وصاحبيه - رقم الحديث (٢٧٦٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>