للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المَضِيقِ، ثُمَّ انْصَبَّ (١) مِنْهُ، حَتَّى قَرُبَ مِنَ الصَّفْرَاءِ، وَهُنَالِكَ بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- بَسْبَسَة بنَ عَمْرٍو الجُهَنِيَّ، وعَدِيَّ بنَ أَبِي الزَّغْبَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا إِلَى بَدْرٍ يَتَحَسَّسَانِ لَهُ أخْبَارَ العِيرِ (٢).

* رَفْضُ الرَّسُولِ -صلى اللَّه عليه وسلم- الاسْتِعَانَةَ بِمُشْرِكٍ:

وَفِي الطَّرِيقِ وعِنْدَ حَرَّةِ الوَبْرَةِ (٣) أَدْرَكَ الرَّسُولَ -صلى اللَّه عليه وسلم- رَجَلٌ مُشْرِكٌ يَطْلُبُ اتِّبِاعَهُ، فَقَدْ أَخْرَجَ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- قَبَلَ بَدْرٍ، فَلَمَّا كَانَ بِحَرَّةِ الوَبْرَةِ أَدْرَكَهُ رَجُلٌ قَدْ كَانَ يُذْكَرُ مِنْهُ جُرْأَةٌ (٤) وَنَجْدَهٌ (٥)، فَفَرِحَ أصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- حِينَ رَأَوْهُ، فَلَمَّا أدْرَكَهُ قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: جِئْتُ لِأَتْبَعَكَ وَأُصِيبَ مَعَكَ، فَقَال لَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "تُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَرَسُولهِ؟ ".

قَالَ: لَا.

قَالَ: "فَارْجعْ، فَلَنْ أسْتَعِينَ بِمُشْرِكٍ".


(١) انصَبَّ منه: أي مضى فيه منحَدِرًا ودَافِعًا. انظر النهاية (٣/ ٤).
(٢) ذكرنا فيما تقدم أن رَسُول اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- أرسل بَسْبَسة بن عمرو -رضي اللَّه عنه-، وعدي بن أبي الزّغباء -رضي اللَّه عنه- قبل أن يخرج من المدينة، فلما رَجَعا أخبراه بخبر العير، فاستنفَرَ رَسُولُ اللَّهِ الناس إليها، فيكون -صلى اللَّه عليه وسلم- بعثهما مرتين، مرة قبل الخروج من المدينة، وهذه المرة الثانية. انظر البداية والنهاية (٣/ ٢٧٧) - وسيرة ابن هشام (٢/ ٢٢٥).
(٣) حرَّة الوَبْرَة: موضعٌ من ناحية المدينة. انظر النهاية (٥/ ١٢٧).
(٤) الجُرْأة: الإقدام على الشيء. انظر النهاية (١/ ٢٤٦).
(٥) النَّجْدَة: الشدَّة. انظر النهاية (٥/ ١٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>