للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بنِ الحَضْرَمِيِّ (١)، أَوْ قَالَ: إِنَّكُمْ لَا تَطْلُبُونَ مِنْ مُحَمَّدٍ إِلَّا دَمَ ابنِ الحَضْرَمِيِّ، وَهُوَ حَلِيفُكَ فتَحَمَّلْ دِيَتَهُ وَتَرْجعَ بِالنَّاسِ، فَقَالَ: قَدْ فَعَلْتُ، أَنْتَ عَلَيَّ بِذَلِكَ، إِنَّمَا هُوَ حَلِيفِي، فَعَلَيَّ عَقْلُهُ (٢)، وَمَا أُصِيبَ مِنْ مَالِهِ (٣).

ثُمَّ قَالَ عُتْبَةُ لِحَكِيمِ بنِ حِزَامٍ: فَأْتِ ابنَ الحَنْظَلِيَّةِ -يَعْنِي أبَا جَهْلٍ- فَإِنِّي لَا أخْشَى أَنْ يَشْجُرَ (٤) أمْرَ النَّاسِ غَيْرُهُ، ثُمَّ قَامَ عُتْبَةُ بنُ رَبِيعَةَ خَطِيبًا، فَقَالَ: يَا قَوْمِ، إِنِّي أَرَى قَوْمًا مُسْتَمِيتِينَ لَا تَصِلُونَ إِلَيْهِمْ وَفِيكُمْ خَيْرٌ، يَا قَوْمِ اعْصُبُوهَا اليَوْمَ بِرَأْسِي (٥)، وَقُولُوا: جَبُنَ عُتْبَةُ بنُ رَبِيعَةَ، وَقَدْ عَلِمْتُمْ أنِّي لَسْتُ بِأَجْبَنِكُمْ (٦).

وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- أَوَّلَ مَا رَأَى الكُفَّارَ: "إِنْ يَكْنُ في القَوْمِ أَحَدٌ يَأْمُرُ بِخَيْرٍ، فَعَسَى أَنْ يَكُونَ صَاحِبُ الجَمَلِ الأَحْمَرِ، وَكانَ عُتْبَةَ بنَ رَبِيعَةَ"، فَقَدْ أَخْرَجَ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِهِ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ عَنْ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ -رضي اللَّه عنه- قَالَ: . . . فَلَمَّا دَنَا القَوْمُ مِنَّا وصَافَفْنَاهُمْ، إِذَا رَجُلٌ مِنْهُمْ عَلَى جَمَلٍ أحْمَرَ يَسِيرُ في


(١) عمرُو بن الحَضْرَمي: هو أول قَتِيل يقتله المُسْلِمون، قُتِلَ في سرية عبد اللَّه بن جحش -رضي اللَّه عنه- في سرية نخلة.
(٢) العَقْلُ: الدِّيَة. انظر النهاية (٣/ ٢٥٢).
(٣) انظر سيرة ابن هشام (٢/ ٢٣٤) - الطبقات الكبرى لابن سعد (٢/ ٢٥٦).
(٤) اشتَجَر القومُ: إذا تنازَعُوا واختلفوا. انظر النهاية (٢/ ٣٩٩).
(٥) اعصِبُوها اليومَ بِرَأسي: يُريد السُّبَّة التي تلحَقُهم بتَرْكِ الحَرْب، والجُنُوحِ إلى السلم، أي اقرُنُوا هذه الحال بي وانسُبُوها إليّ وإن كانت ذميمة. انظر النهاية (٣/ ٢٢١).
(٦) أخرج ذلك الإمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (٩٤٨) وإسناده صحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>