كتاب الفرائد على مجمع الزوائد «ترجمة الرواة الذين لم يعرفهم الحافظ الهيثمي»

[١٥٤ - حنظلة الراهب]

قال (١): رواه أحمد عن حنظلة الراهب، عن كعب الأحبار. وذكر الحسيني أن حنظلة هذا غسيل الملائكة. فإن كان كذلك؛ فقد قتل بأحد، فكيف يروي عن كعب؟! وإن كان غيره فلم أعرفه .. والظاهر أنه ابنه عبد الله بن حنظلة وسقط من الأصل: عبد الله. والله أعلم. أهـ

قلت: هو كما قاله الهيثمي -رحمه الله - وقد أجاد في ذلك؛ فإن الحديث رواه الإمام أحمد -رحمه الله- من طريق عبد الله بن حنظلة، عن كعب الأحبار به كما سيأتي، بيد أن اسم عبد الله بن حنظلة سقط من النسخة المطبوعة من "المسند" (٢).

إلا أن اسمه قد جاء في السند -كما صوّبه الهيثمي- ومن طريق الإمام أحمد أيضًا، فقد رواه ابن الجوزي في "الموضوعات" (٣) من طريق الإمام أحمد قال: ثنا وكيع، ثنا سفيان، عن عبد العزيز بن رفيع، عن ابن أبي مليكة، عن ابن حنظلة، عن كعب أنه قال: "لأن أزني أحب إلى من أن آكل درهمًا من ربا".

والحديث أورده أيضًا ابن حجر العسقلاني في "القول المسدَّد" (٤) نقلاً من "مسند الإمام أحمد"على الصواب.

ورواه كذلك، الدارقطني في "سننه" (٥) من طريق سفيان، عن عبد العزيز بن رفيع به، وذكره ابن أبي حاتم في "العلل" (٦) من طريق سفيان به.

قال الدارقطني: وهذا أصح من المرفوع.

فدلَّ هذا على أن الراوي عن كعب الأحبار وابن حنظلة الغسيل، وأن اسمه قد سقط من مسند الإمام، وهو سقط قديم. وأن من روى الأثر عن الإمام أحمد أو شاركه في إسناده رواه على الصواب بذكر ابن حنظلة فيه. والله تعالى أعلم.

(١) مجمع الزوائد (٤/ ١١٧).
(٢) (٥/ ٢٢٥).
(٣) (٢/ ٢٤٧ - ٢٤٨).
(٤) ص (٥٢).
(٥) (٣/ ١٦).
(٦) (١/ ٣٨٧).