للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فصل فِي مسير السُّلْطَان إِلَى بِلَاد الْمشرق مرّة ثَانِيَة

قَالَ الْعِمَاد ثمَّ إِن السُّلْطَان عزم على الْمسير إِلَى حلب وبلغه أَن المواصلة كاتبوا الفرنج ورغبوهم فِي الْخُرُوج إِلَى الثغور ليشغلوا السُّلْطَان عَن قصدهم

فَتوجه على سمت بعلبك وخيم بالبقاع وَكَانَ قد وَاعد أسطول مصر أَن يتجهز إِلَى بِلَاد السَّاحِل فَبَلغهُ الْخَبَر أَنه وصل إِلَى بيروت فبادره السُّلْطَان بعسكره جَرِيدَة قبل أَن يفوت فَلَمَّا وصل رأى أَن أَمر بيروت يطول وَكَانَ قد سبى الأسطول مِنْهَا وسلب وظفر من غنيمتها بِمَا طلب فَأَغَارَ السُّلْطَان على تِلْكَ الْبِلَاد وَرجع وَأعَاد فرخشاه إِلَى دمشق ورحل إِلَى بعلبك وَمِنْهَا إِلَى حمص فَخرج الْفَقِيه الْمُهَذّب عبد الله بن أسعد بن الدهان وَله فِي السُّلْطَان مدائح مِنْهَا قصيدة أَولهَا

(أعلمت بعْدك وقفتي بالأجرع ... ورضى طلولك عَن دموعي الهمع)

(مطرَت غضى فِي منزليك فذاويا ... فِي أَربع ومؤججا فِي أضلع)

<<  <  ج: ص:  >  >>