للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَلَا يُنْفِقُونَهَا فقد علم أَن الْخَادِم بيُوت أَمْوَاله فِي بيُوت رِجَاله وَأَن مَوَاطِن نُزُوله فِي مَوَاقِف نزاله ومضارب خيامه لَا أكنة ظلاله

وَأَنه لَا يدّخر من الدُّنْيَا إِلَّا شكته وَلَا ينَال من الْعَيْش إِلَّا مسكته وعدو الْإِسْلَام شَدِيد على الْإِسْلَام كَلْبه مضطرم على أَهله لهبه زجل إِذا أصغت أسماع التَّأَمُّل لجبه

وَلَو أَن أحد من يَدعِي الْملك مِيرَاثا ويعد الْبِلَاد لَهُ تراثا دفع إِلَى مدافعة هَذَا الْعَدو الْكَافِر وَإِلَى منافرة هَذَا الْفَرِيق النافر لعرفته الْأَيَّام مَا هُوَ جاهله ولقلدته الْحَرْب مَا هُوَ قَاتله ولحملته الْأَهْوَال مَا تخور تَحْتَهُ محامله

وَفِي كتاب آخر وَإِذا ولاه أَمِير الْمُؤمنِينَ ثغرا لم يبت فِي وَسطه وَأصْبح فِي طرفه وَإِذا سوغه بَلَدا هجر فِي ظلّ خيمه وَلم يقم فِي ظلّ غرفه وَإِذا بَات بَات السَّيْف لَهُ ضجيعا وَإِذا أصبح أصبح ومعترك الْقِتَال لَهُ ربيعا لَا كَالَّذِين يغبون أَبْوَاب الْخلَافَة إغباب الاستبداد وَلَا يؤامرونها فِي تصرفاتهم مُؤَامَرَة الاستعباد وَكَأن الدُّنْيَا لَهُم إقطاع لَا إِيدَاع وَكَأن الْإِمَارَة لَهُم تخليد لَا تَقْلِيد وَكَأن السِّلَاح عِنْدهم زِينَة لحامله ولابسه وَكَأن مَال الْخلق عِنْدهم وَدِيعَة فَلَا عذر عِنْدهم لمانعه وَلَا لحابسه وَكَأَنَّهُم فِي الْبيُوت دمى مصورة فِي لُزُوم جدرها لَا فِي مستحسنات صورها راضين من

<<  <  ج: ص:  >  >>