للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْمَذْكُورَان مَا هما أَخ وَلَا ابْن أَخ بل هما ولدان لَا يعرفان إِلَّا الْمولى والدا ومنعما وكل وَاحِد مِنْهُمَا لَهُ عش كثير الْفِرَاخ وَبَيت كرقعة الشطرنج فِيهِ صغَار وكبار كالبياذق والرخاخ فَلَا يقنع كل وَاحِد مِنْهُمَا إِلَّا طرف يملكهُ وإقليم ينْفَرد بِهِ فيدبر مَوْلَانَا فِي ذَلِك بِمَا يَقْتَضِيهِ صَدره الْوَاسِع وجوده الَّذِي مَا نظر مثله النَّاظر وَلَا سمع السَّامع وَلَا ينس قَول عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ مرو الْقَرَابَة أَن يتزاوروا وَلَا يتجاوروا

وَمَا على مَوْلَانَا عجلة فِي تَدْبِير يدبره وَلَا فِي أَمر يبته

وستبدي لَك الْأَيَّام مَا كنت عَارِفًا وَفِي غَد مَا لَيْسَ فِي الْيَوْم وَللَّه أقدار وَلها أمد وَقد رزق الله مَوْلَانَا ذُرِّيَّة تود لَو قدمت أَنْفسهَا بَين يَدَيْهِ وَلَو اكتحلت أجفانها بغبار قَدَمَيْهِ مَا فِيهَا من يشتكى مِنْهُ إِلَّا التزيد فِي الطّلب وَهُوَ من بَاب الثِّقَة بكرم الْمُنعم وَلَهُم أَوْلَاد وَالْمولى مد الآمال لَهُم كَمَا قَالَ مولى الْأمة لَهَا تناكحوا تَنَاسَلُوا فَإِنِّي مُكَاثِر بكم الْأُمَم طالما قَالَ لَهُم الْمولى لدوا وَعلي تجهيز الْإِنَاث وغنى الذُّكُور وَسَوَاء على أفق هَذَا الْبَيْت طُلُوع الشموس والبدور

قَالَ الْعِمَاد ومدحت تَقِيّ الدّين بقصيدة سينية سنية قطوفها دانية جنية تشْتَمل على مئة وَأَرْبَعين بَيْتا أنشدته إِيَّاهَا فِي ثَالِث شهر رَمَضَان من هَذِه السّنة بِدِمَشْق وأوردت بَعْضهَا ومطلعها

<<  <  ج: ص:  >  >>