للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بَقِيَّة ذَلِك الشَّهْر وَفِي ثامن جُمَادَى الأولى وصل معِين الدّين من الراوندان وَقد سلمهَا إِلَى علم الدّين سُلَيْمَان ثمَّ مضى إِلَى خدمَة السُّلْطَان

قَالَ ابْن القادسي وَقدم الْحَاج فِي عَاشر صفر فَأخْبرُوا أَن سيف الْإِسْلَام أَخا صَلَاح الدّين ملك مَكَّة وَضرب الدَّنَانِير فِيهَا باسم أَخِيه وَمنع من قَوْلهم حَيّ على خير الْعَمَل وَشرط على العبيد أَن لَا يؤذوا الْحَاج

وَأخْبر الْحَاج أَن قفل بَاب الْكَعْبَة تعسر حَتَّى فتح وَلما فتح مَاتَ فِي الدوسة أَرْبَعَة وَثَلَاثُونَ شخصا من بَين رجل وَامْرَأَة

قَالَ وَوصل الْخَبَر أَن ريحًا هبت بِالْبَصْرَةِ فَكسرت نخيلا كثيرا وَمَاتَتْ بهائم كَثِيرَة وَوصل الْخَبَر إِلَى بَغْدَاد بقتل البهلوان وَأَن الْقِتَال وَقع هُنَاكَ وأحرقت الْمحَال ونهبت الْأَمْوَال واقتتل أهل الْمذَاهب واحترقت مدارس وَبَقِي الْأَمر على ذَلِك من سَابِع محرم إِلَى ربيع الآخر فأحصوا من الْقَتْلَى أَرْبَعَة آلَاف رجل وَسبع عشرَة امْرَأَة بعد أَن أحترق أَطْفَال فِي المهود بِاللَّيْلِ وَقَامَ قزل أَخُو البهلوان فَكف النَّاس وَكَانَ قزل قد رتب شحنة فِي أصفهان بعد الْفِتْنَة الَّتِي وَقعت بهَا وَمَعَهُ ألف فَارس فَمَا زَالَ يهذب الْبَلَد والرساتيق بِالْقَتْلِ والصلب وصادرهم وأشير على قزل بِأَن يلْزم أهل الْبَلَد سبعين ألف دِينَار فَقَالَ لَهُ الشّحْنَة أهل الْبَلَد فُقَرَاء

فَقَالَ بعض الْمُصَالحَة لقزل مَا نَأْخُذ إِلَّا من الْأَغْنِيَاء

فَوَثَبَ عيار فَقتل المصلحي وَكَانَ الْعيار مُتَعَلقا على قَاضِي الْبَلَد فَوكل الشّحْنَة بدار القَاضِي فجَاء ابْن الخجندي إِلَى دَار القَاضِي فَحسن لَهُ إِخْرَاج الموكلين بهَا وتحالفا على إِخْرَاج الشّحْنَة من الْبَلَد وَأَن يقطعوا خطْبَة السُّلْطَان الَّذِي نَصبه قزل

فَفعل ذَلِك

<<  <  ج: ص:  >  >>