للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَمَا أحسن مَا قَالَ أَبُو الْحسن بن الذروي الْمصْرِيّ من قصيدة

(شرحت صَلَاح الدّين بالسمر والظبى ... من الْمجد معنى كَانَ من قبل يغمض)

(وَمَا كَاد جَيش الرّوم يبرم كَيده ... إِلَى أَن سرت مِنْك المهابة تنقض)

(حميت ثغور الْمُسلمين فَأَصْبَحت ... ثغورا بأمواه الْحَدِيد تمضمض)

(أسرت مُلُوك الْكفْر حَتَّى تركته ... وَمَا فِيهِ عرق عَن قوى النَّفس ينبض)

وَكَانَ القَاضِي الْفَاضِل غَائِبا عَن هَذِه الكسرة بِدِمَشْق فَلَمَّا بلغته كتب إِلَى السُّلْطَان لِيهن الْمولى أَن الله قد أَقَامَ بِهِ الدّين الْقيم وَأَنه كَمَا قيل أَصبَحت مولَايَ وَمولى كل مُسلم وَأَنه قد أَسْبغ عَلَيْهِ النعمتين الْبَاطِنَة وَالظَّاهِرَة وأورثه الْملكَيْنِ ملك الدُّنْيَا وَملك الْآخِرَة

كتب الْمَمْلُوك هَذِه الْخدمَة والرؤوس إِلَى الْآن لم ترفع من سجودها والدموع لم تمسح من خدودها وَكلما فكر الْمَمْلُوك أَن البيع تعود وَهِي مَسَاجِد وَالْمَكَان الَّذِي كَانَ يُقَال فِيهِ إِن الله ثَالِث ثَلَاثَة يُقَال الْيَوْم فِيهِ إِنَّه وَاحِد جدد لله شكرا تَارَة يفِيض من لِسَانه وَتارَة يفِيض من جفْنه وجزى يُوسُف خيرا عَن إِخْرَاجه من سجنه والمماليك ينتظرون أَمر الْمولى فَكل من أَرَادَ أَن يدْخل الْحمام بِدِمَشْق قد عول على دُخُول حمام طبرية

(تِلْكَ المكارم لَا قعبان من لبن ... وَذَلِكَ الْفَتْح لَا عمان واليمن)

(وَذَلِكَ السَّيْف لَا سيف ابْن ذِي يزن ...)

<<  <  ج: ص:  >  >>