للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَاصْفَحْ عَنْهُم فَقَالَ لَهُ السُّلْطَان قد أمرنَا الله بتمهيد الأَرْض وَنحن قائمون فِي طَاعَته بِالْفَرْضِ وعلينا الِاجْتِهَاد فِي الْجِهَاد وَهُوَ الَّذِي يقدرنا على فتح الْبِلَاد وَلَو اجْتمع أهل الأَرْض ذَات الطول وَالْعرض لتوكلنا على الله فِي اللِّقَاء وَلم نبال بأعداد الْأَعْدَاء فصلب على وَجهه وَركب بكربه وَلم يغن خطابه عَن خطبه

فصل فِي فتح صهيون وَغَيرهَا

قَالَ القَاضِي ابْن شَدَّاد رَحل السُّلْطَان عَن اللاذقية ظهيرة الْأَحَد السَّابِع وَالْعِشْرين من جُمَادَى الأولى طَالب صهيون فَنزل عَلَيْهَا يَوْم الثُّلَاثَاء التَّاسِع وَالْعِشْرين فَاسْتَدَارَ الْعَسْكَر بهَا من جَمِيع نَوَاحِيهَا بكرَة الْأَرْبَعَاء وَنصب عَلَيْهَا سِتَّة مناجيق وَهِي قلعة حَصِينَة منيعة فِي طرف جبل خنادقها أَوديَة هائلة وَاسِعَة عميقة وَلَيْسَ لَهَا خَنْدَق محفور إِلَّا من جَانب وَاحِد مِقْدَار طوله سِتُّونَ ذِرَاعا وَلَا يبلغ وَهُوَ نقر فِي حجر وَلها ثَلَاثَة أسوار سوران دون ربضها وسور دون الْقلَّة وسور الْقلَّة وَكَانَ على قلتهَا علم طَوِيل مَنْصُوب فحين أقبل الْعَسْكَر الإسلامي شاهدته وَقد وَقع فَاسْتَبْشَرَ بذلك الْمُسلمُونَ وَعَلمُوا أَنه النَّصْر وَالْفَتْح وَاشْتَدَّ الْقِتَال عَلَيْهَا من

<<  <  ج: ص:  >  >>