للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هَذِه الديار فنتشدد للانتظار

ثمَّ وصف الْقِتَال بِالرَّمْي والمنجنيق والنقب وَالتَّعْلِيق والحفر والتعميق والحصر والتضييق

ثمَّ قَالَ وَكَانَ الْوَقْت صعبا والغيث سكبا وتكاثرت السُّيُول وتكاثفت الوحول ودامت الديم لدموعها مريقة وَبقيت الخيم فِي الطين غريقة وَكُنَّا فِي شغل شاغل من تقلع الْأَوْتَاد وتوتد الْأَقْدَام ووهاء الْأَطْنَاب وَوُقُوع الْخيام وَقد عَادَتْ الْخيام مناخل الأنداء والأنوار معدومه لوُجُود الأنواء وَمَاء الشّرْب مَفْقُود مَعَ سيول المَاء والرواحل فِي الطين باركة وَهِي للعلف تاركة والطرق زلقة لزقة وَهِي مَعَ سعتها ضيقَة

فَنقل السُّلْطَان خيمته إِلَى قرب الْمَكَان لتقريب وُجُوه الامكان وَبنى لَهُ من الْحِجَارَة مَا صَار لَهُ كالستارة وَنزلت الأثقال والخيم إِلَى أَسْفَل التل بالغور

وَأقَام السُّلْطَان على محاصرة الْحصن ومصابرته وَنحن نركب إِلَيْهِ من الْخيام بكرَة وَعَشِيَّة للسلام وتنفيذ المهام حَتَّى بلغ الرِّجَال أَمَاكِن النقوب وَتمكن لَهُم الْمَطْلُوب فشرع الْكَفَرَة فِي التذلل وسلموا الْحصن بالأمان وَعرضه على جمَاعَة فَلم يقبل ولَايَته أحد سوى قايماز النجمي على كره مِنْهُ وَذَلِكَ فِي منتصف ذِي الْقعدَة وَنزل السُّلْطَان إِلَى المخيم بالغور

<<  <  ج: ص:  >  >>