للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْبَحْر وَكم جسروا فخسروا وَقتلُوا وأسروا وهزموا وكسروا وخلفهم خلف وَيقوم مقَام مئتهم ألف وَقد أفنينا أنفسهم وَأَمْوَالهمْ وقطعنا أَرْزَاقهم ووصلنا آجالهم

فصل فِيمَا كَانَ من أَمر ملك الألمان

قَالَ القَاضِي ابْن شَدَّاد ثمَّ تواصلت الْأَخْبَار بوصول ملك الألمان إِلَى بِلَاد قليج أرسلان وَأَنه انتهض للقائه جمع عَظِيم من التركمان وقصدوا مَنعه من عبور النَّهر وَأَنه أعجزهم لِكَثْرَة خلقه وَعدم مقدم لَهُم يجمع كلمتهم وَكَانَ قليج أرسلان يظْهر شقاقه وَهُوَ فِي الْبَاطِن قد أضمر وفاقه ثمَّ لما عبر إِلَى الْبِلَاد أظهر مَا كَانَ أضمره وَوَافَقَهُ وَأَعْطَاهُ رهائن مَعَه على أَنه ينفذ مَعَه من يوصله إِلَى بِلَاد ابْن لاون وأنفذ مَعَه أَدِلَّة يدلون بِهِ وعراهم فِي الطَّرِيق جوع عَظِيم وأعوزهم الزَّاد وَقل بهم الظّهْر حَتَّى إِنَّهُم ألقوا بعض أقمشتهم

وَلَقَد بلغنَا وَالله أعلم أَنهم جمعُوا عددا كَثِيرَة من زرديات وخوذ وآلات وَسلَاح عجزوا عَن حملهَا وجعلوها بيدرا وَاحِدًا وأضرموا فِيهَا النَّار لتتلف وَلَا ينْتَفع بهَا أحد وَأَنَّهَا بقيت بعد ذَلِك رابية من حَدِيد

وَسَارُوا على هَذِه الْحَال حَتَّى وصلوا إِلَى طرسوس فأقاموا على نهر ليعبروه وَأَن ملكهم الملعون عَن لَهُ أَن يسبح فِيهِ وَكَانَ

<<  <  ج: ص:  >  >>