للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَلما سَارَتْ هَذِه العساكر خفت الميمنة فَإِن مُعظم من سَار مِنْهَا فَأمر رَحمَه الله الْملك الْعَادِل فانتقل إِلَى منزلَة تَقِيّ الدّين فِي طرف الميمنة وَكَانَ عماد الدّين زنكي فِي طرف الميسرة وَوَقع فِي الْعَسْكَر مرض عَظِيم فَمَرض مظفر الدّين بن زين الدّين صَاحب حران وشفي وَمرض بعده الْملك الظافر ولد السُّلْطَان وشفي وَمرض خلق كثير من الأكابر وَغَيرهم إِلَّا أَن الْمَرَض كَانَ سليما بِحَمْد الله تَعَالَى وَكَانَ الْمَرَض عِنْد الْعَدو أعظم وَأكْثر وَكَانَ مقترنا بموتان عَظِيم وَأقَام السُّلْطَان مصابرا على ذَلِك مرابطا لِلْعَدو

قَالَ الْعِمَاد وَتقدم السُّلْطَان بهدم سور طبرية وَهدم يافا وأرسوف وقيسارية وَهدم سور صيدا وجبيل وَنقل أهلهما إِلَى بيروت

وَفِي بعض الْكتب السُّلْطَانِيَّة قد عرفنَا خبر الْعَدو المشؤوم الْوَاصِل من جَانب الرّوم وَهَذَا أَوَان تحرّك ذَوي الحمية ونهوض أهل الهمم الأبية الْعلية فَإِن الْقَوْم فِي كَثْرَة مستنون فِي طَرِيق العثرة والسيل إِذا وصل إِلَى الْجَبَل الراسي وقف وَاللَّيْل إِذا بلغ إِلَى الصُّبْح المسفر انْكَشَفَ فَأَيْنَ المؤدون فرض الْجِهَاد الْمُتَعَيّن وَأَيْنَ المهتدون فِي نهج الرشاد المتبين وَأَيْنَ الْمُسلمُونَ وحاشى أَن يَكُونُوا للاسلام مُسلمين وَأَيْنَ المقدمون فِي الدّين ومعاذ الله أَلا

<<  <  ج: ص:  >  >>