للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعمال وَقد تعذر عَلَيْهِم الْخُرُوج فَرَأى السُّلْطَان أَن يفسح لَهُم فِيهِ رفقا بهم ورأفة وَمَا أفكر أَن فِي ذَلِك مَخَافَة وَآفَة

وأشير على السُّلْطَان بترتيب الْبَدَل وكفل الْعَادِل بذلك وانتقل بمخيمه إِلَى سفح جبل حيفا قَاطع النَّهر وَتقدم بِجمع السفن للنَّقْل وَاجْتمعَ المنتقلون بالسَّاحل على الرمل فَمن نجز أمره انْتقل

وَكَانَ الرَّأْي إزاحة عِلّة المقيمين فَإِنَّهُم قد جربوا وصبروا وخبروا وهم كَنَفس وَاحِدَة وَكَانُوا فِي ثروة وكرم ونخوة وَفِيهِمْ أَبُو الهيجاء السمين وَله أَتبَاع وأشياع وَله فِي شرع السماحة اقْتِدَاء بالسلطان أوضاع وَلَعَلَّه أنْفق من مَاله فِي تِلْكَ السّنة خمسين ألف دِينَار فَلَمَّا فسح لَهُم فِي الِانْتِقَال لأجل الِاسْتِبْدَال انْتَشَر ذَلِك الضَّم وانتثر ذَلِك النّظم وَدخل إِلَى عكا من لم يجرب حصارها وَلم يخبر مَنَافِعهَا ومضارها وَمَا ثَبت مِمَّن كَانَ مُقيما بهَا إِلَّا الْأَمِير بهاء الدّين قراقوش

وَدخل عشرُون مقدما وأميرا شبه المكرهين عوض سِتِّينَ واستخدمت الرِّجَال وأنفقت الْأَمْوَال وتفاوت الداخلون والخارجون فَلَا جرم وَقع الوهن وَقضي الْأَمر وتكفل بالداخلين المشطوب وطاب الزَّمَان وَتعذر الامكان بِعُود مراكب الْعَدو فَلم يستتم الْبَلَد مَا كَانَ يحْتَاج إِلَيْهِ من الرِّجَال وَالْأَمْوَال فَإِن كل من

<<  <  ج: ص:  >  >>