للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثمَّ جرى بعد ذَلِك عدَّة وقعات فِي هَذَا الشَّهْر وَهُوَ جُمَادَى الأولى وهجم الْمُسلمُونَ خيام الْعَدو ونهبوها وَوصل رجل كَبِير من أهل مازندان يُرِيد الْغُزَاة فوصل وَالْحَرب قَائِمَة فَحمل حَملَة اسْتشْهد فِيهَا فِي تِلْكَ السَّاعَة

وَلم تزل الْأَخْبَار تتواصل من أهل الْبَلَد باستفحال أَمر الْعَدو والشكوى من ملازمتهم قِتَالهمْ لَيْلًا وَنَهَارًا وَذكر مَا ينالهم من التَّعَب الْعَظِيم من تَوَاتر الْأَعْمَال الْمُخْتَلفَة عَلَيْهِم من حِين قدوم الإنكلتير الملعون ثمَّ مرض مَرضا شَدِيدا أشفى فِيهِ على الْهَلَاك وجرح الافرنسيس وَلَا يزيدهم ذَلِك إِلَّا اصرارا وعتوا

وهرب إِلَى السُّلْطَان خادمان ذكرا أَنَّهُمَا لأخت ملك الإنكلتير وأنهما كَانَا يكتمان إيمانهما فقبلهما السُّلْطَان وأكرمهما

وهرب أَيْضا المركيس مِنْهُم إِلَى صور وَكَانَ قد استشعر مِنْهُم أَن يخرجُوا ملكهَا عَن يَده

قَالَ الْعِمَاد فِي الْبَرْق وَلما أعوزت الفرنج الْحِيَل وأعجزتهم تفاصيل تدابيرهم والجمل وَذَلِكَ أَن أبرجتهم الخشبية أحرقت وستائرهم ودباباتهم وكباشهم وزعت ومزعت

<<  <  ج: ص:  >  >>