للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَخرب من سور عسقلان معظمه وَكَانَ عَظِيم الْبناء بِحَيْثُ إِنَّه كَانَ فِي مَوضِع تسع أَذْرع وَفِي مَوضِع عشرا وَذكر بعض الحجارين للسُّلْطَان وَأَنا حَاضر أَن عرض البرج الَّذِي ينقبون فِيهِ مِقْدَار رمح فَلم يزل الخراب والحريق يعْمل فِي الْبَلَد وأسواره إِلَى سلخ شعْبَان

وَعند ذَلِك وصل من جرديك كتاب يذكر فِيهِ أَن الْقَوْم قد تَفَسَّحُوا وصاروا يخرجُون من يافا ويغيرون على الْبِلَاد الْقَرِيبَة مِنْهَا فَلَو تحرّك السُّلْطَان لَعَلَّه يبلغ مِنْهُم غَرضا فِي غرتهم فعزم على الرحيل وعَلى أَن يخلف فِي عسقلان حجارين وَمَعَهُمْ خيل تحميهم يستقصون فِي الخراب ثمَّ رأى أَن يتَأَخَّر بِحَيْثُ يحرق البرج الْمَعْرُوف بالاسبتار وَكَانَ برجا عَظِيما مشرفا على الْبَحْر كالقلعة المنيعة وَلَقَد دَخلته وطفته فَرَأَيْت بناءه أحكم بِنَاء لَا تعْمل فِيهِ المعاول وَإِنَّمَا أحرق ليبقى بالحريق قَابلا للخراب وَبقيت النَّار تشعل فِيهِ يَوْمَيْنِ بليلتيهما

قَالَ الْعِمَاد وَنقص مِنْهَا الأبراج الَّتِي على سَاحل الْبَحْر ودخلتها فرأيتها أحسن مَدِينَة منيعة حَصِينَة فطال بُكَائِي على رسومها وفض ختومها وَقبض أرواحها من جسومها وحلول الدَّوَائِر بدورها ونزول السوء بسورها فَمَا برح السُّلْطَان مِنْهَا حَتَّى رَأينَا طلولها دوارس ورسومها طوامس والرؤوس حَيَاء من معاهدها نواكس

<<  <  ج: ص:  >  >>