للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَ وَفِي الْحَادِي وَالْعِشْرين من شَوَّال وَهُوَ مستهل نيسان أظلم الجو وَنزل غيث سَاكن ثمَّ أظلمت الأَرْض فِي وَقت الْعَصْر ظلاما شَدِيدا بِحَيْثُ كَانَ ذَلِك كالغدرة بَين العشاءين وَبقيت السَّمَاء فِي عين النَّاظر إِلَيْهَا كصفرة الورس وَكَذَلِكَ الْجبَال وأشجار الغوطة وكل مَا ينظر إِلَيْهِ من حَيَوَان وجماد ونبات

ثمَّ جَاءَ فِي أثر ذَلِك من الرَّعْد القاصف والبرق الخاطف والهدات المزعجة والرجفات المفزعة مَا ارتاع لَهَا الشيب والشبان فَكيف الْولدَان والنسوان وقلقت لذَلِك الْخُيُول فِي مرابطها وَبَقِي الْأَمر على هَذِه الْحَال إِلَى وَقت الْعشَاء الْآخِرَة ثمَّ سكن بقدرة الله تَعَالَى واصبح على الأَرْض وَالْأَشْجَار وَسَائِر النَّبَات غُبَار فِي رقة الْهَوَاء بَين الْبيَاض والغبرة

قَالَ ابْن الْأَثِير وَفِي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين فتح نور الدّين أرتاح بِالسَّيْفِ وحصن باراة وبصرفوث وكفرلاثا وَكَانَ الفرنج قد طمعوا وظنوا أَنهم بعد قتل الشَّهِيد يستردون مَا أَخذ مِنْهُم فَلَمَّا رَأَوْا من نور الدّين هَذَا الْجد علمُوا أَن مَا أَملوهُ بعيد

<<  <  ج: ص:  >  >>