للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَأرْسل الإنكلتير يَقُول إِن قَاعِدَة الافرنج أَنه إِذا أعْطى وَاحِد لوَاحِد بَلَدا صَار تبعه وَغُلَامه وَأَنا أطلب مِنْك هذَيْن البلدين يافا وعسقلان وَتَكون عساكرهما فِي خدمتك دَائِما وَإِذا احتجت إِلَيّ وصلت إِلَيْك فِي أسْرع وَقت وخدمتك كَمَا تعلم خدمتي

فَقَالَ السُّلْطَان حَيْثُ دخلت هَذَا الْمدْخل فَأَنا أجيبك على أَن تجْعَل البلدين قسمَيْنِ أَحدهمَا لَك وَهُوَ يافا وَمَا وَرَاءَهَا وَالثَّانِي لي وَهُوَ عسقلان وَمَا وَرَاءَهَا ثمَّ رتب السُّلْطَان اليزك بيازور وَأمر بخرابها وخراب بَيت دجن ورتب النقابين لذَلِك وَسَار إِلَى الرملة فَعَاد رَسُول الإنكلتير يشْكر على إِعْطَائِهِ يافا ويجدد السُّؤَال فِي عسقلان وَيَقُول لَهُ إِن وَقع الصُّلْح فِي هَذِه الْأَيَّام السِّتَّة سَار إِلَى بِلَاده وَإِلَّا احْتَاجَ أَن يشتي هَا هُنَا

فَأَجَابَهُ السُّلْطَان فِي الْحَال وَقَالَ أما النُّزُول عَن عسقلان فَلَا سَبِيل إِلَيْهِ وَأما تشتيته هَا هُنَا فَلَا بُد مِنْهَا لانه قد استولى على هَذِه الْبِلَاد وَيعلم أَنه مَتى غَابَ عَنْهَا أخذت بِالضَّرُورَةِ وَإِذا أَقَامَ أَيْضا إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَإِذا سهل عَلَيْهِ أَن يشتي هَاهُنَا وَيبعد عَن أَهله ووطنه مسيرَة شَهْرَيْن وهوشاب فِي عنفوان شبابه وَوقت اقتناص لذاته مَا يسهل عَليّ أَن أشتي وأصيف وَأَنا فِي وسط بلادي وَعِنْدِي أَهلِي وأولادي وَيَأْتِي إِلَيّ مَا أريده وَمن أريده وَأَنا شيخ كَبِير قد كرهت لذات الدُّنْيَا وشبعت مِنْهَا ورفضتها عني والعسكر الَّذِي يكون عِنْدِي فِي الشتَاء غير الَّذِي يكون

<<  <  ج: ص:  >  >>