للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على دَار الحَدِيث إِلَى بَاب الْبَرِيد وَأدْخل مِنْهُ إِلَى الْجَامِع وَوضع قُدَّام بَاب النسْر وَصلى عَلَيْهِ القَاضِي محيي الدّين مُحَمَّد بن عَليّ الْقرشِي بِإِذن الْأَفْضَل ثمَّ حمل مِنْهُ على الرؤوس إِلَى بطن ملحده ثمَّ جَاءَ الْأَفْضَل وَحده وَدخل لحده وأودعه وَخرج وسد الْبَاب على أَبِيه وَجلسَ هُنَاكَ فِي الْجَامِع ثَلَاثَة أَيَّام للعزاء وأنفقت سِتّ الشَّام أُخْت السُّلْطَان فِي هَذِه النّوبَة أَمْوَالًا كَثِيرَة

قَالَ مُحَمَّد بن القادسي وَفِي يَوْم السبت ثَالِث عشر ربيع الأول شاعت الْأَخْبَار يَعْنِي بِبَغْدَاد بوفاة صَلَاح الدّين يُوسُف بن أَيُّوب وَذكر أَنه دفن مَعَه سَيْفه الَّذِي كَانَ مَعَه فِي الْجِهَاد وَكَانَ ذَلِك بِرَأْي الْفَاضِل وَقيل عَنهُ هَذَا يتَوَكَّأ عَلَيْهِ إِلَى الْجنَّة وَأَن الْفَاضِل كَفنه من مَاله وَتَوَلَّى غسله الْفَاضِل وخطيب دمشق

قلت وَحكي لي أَنه رُؤِيَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي جمَاعَة من الصَّحَابَة رَضِي الله عَنْهُم زاروا قبر صَلَاح الدّين رَحمَه الله وَأَنَّهُمْ لما صَارُوا عِنْد الشباك سجدوا وَوجدت فِي بعض الْكتب الْفَاضِلِيَّةِ أَن رجلا رأى لَيْلَة وَفَاة السُّلْطَان كَأَن قَائِلا يَقُول لَهُ قد خرج اللَّيْلَة يُوسُف من السجْن وَهُوَ من الْأَثر النَّبَوِيّ الدُّنْيَا سجن الْمُؤمن وجنة الْكَافِر

<<  <  ج: ص:  >  >>