للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لَهُم الْيَمين على مَا بِأَيْدِيهِم وَيُعلمهُم أَنه على الْحَرَكَة فَلَيْسَ فيهم من يُمكنهُ يُخَالف خوفًا من قصد ولَايَته لَا سِيمَا إِذا رَأَوْا جدة وخلو الْبِلَاد الجزرية من مَانع وَحَام فهم لَا يَشكونَ أَنه يملكهَا سَرِيعا فيحملهم ذَلِك على مُوَافَقَته وَمَتى أَرَادَ الْإِنْسَان أَن يفعل فعلا لَا تتطرق إِلَيْهِ الِاحْتِمَالَات بطلت أَفعاله إِنَّمَا إِذا كَانَت الْمصلحَة أَكثر من الْمضرَّة أقدم وَإِن كَانَ الْعَكْس أحجم فظهرت أَمَارَات الغيظ على مُجَاهِد الدّين فَسكت أخي لِأَنَّهُ كَانَ هُوَ مخدوم الْجَمِيع على الْحَقِيقَة وَالْحَاكِم فيهم وَاتبع المرحوم يَعْنِي صَاحب الْموصل قَول مُجَاهِد الدّين وَأقَام بالموصل عدَّة شهور يراسل الْمَذْكُورين فَلم يَنْتَظِم بَينه وَبَين أحد مِنْهُم حَال غير أَخِيه عماد الدّين فَإِنَّهُمَا اتفقَا على قَوَاعِد اسْتَقَرَّتْ بَينهمَا فَإلَى أَن انْفَصل الْحَال وصل الْملك الْعَادِل أَبُو بكر بن أَيُّوب من الشَّام إِلَى حران وَأقَام هُنَاكَ وجاءته العساكر من دمشق وحمص وحماة وحلب وامتنعت الْبِلَاد بِهِ

وَسَار عز الدّين عَن الْموصل إِلَى نَصِيبين وَقد ابْتَدَأَ بِهِ إسهال قريب وَاجْتمعَ بهَا بأَخيه عماد الدّين وسارا فِي عساكرهما إِلَى تل موزن من شبختان لقصد الرها فَأرْسل الْعَادِل حِينَئِذٍ يطْلب الصُّلْح وَأَن تكون الْبِلَاد الجزرية الرها وحران والرقة وَمَا مَعهَا بِيَدِهِ على سَبِيل الاقطاع من عز الدّين فَلم يجبهُ إِلَى ذَلِك

<<  <  ج: ص:  >  >>