للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْفرس مرّة بعد أُخْرَى فتمت لَهُ سقطة عَمت بهَا على الزَّمَان سخطه فتفاقم ألمه وَأقَام يَوْمَيْنِ أَو ثَلَاثَة لَا يَسْتَطِيع لَهُ مَخْلُوق إِعَانَة وَلَا إغاثة ثمَّ حم حمامه وأظلمت بفجيعته أَيَّامه وقبر فِي دَاره لينقل مِنْهَا إِلَى دَار قراره ثمَّ حول مِنْهَا فِي الْأَيَّام الْأَفْضَلِيَّة إِلَى التربة المقدسة الشَّافِعِيَّة

وَورد كتاب القَاضِي الْفَاضِل تَعْزِيَة بِهِ للْملك الْعَادِل أدام الله سُلْطَان مَوْلَانَا الْملك الْعَادِل وَبَارك فِي عمره وَأَعْلَى أمره بأَمْره وأعز نَصره الْإِسْلَام بنصره وفدت الْأَنْفس نَفسه الْكَرِيمَة وأصغر الله العظائم بنعمته فِيهِ الْعَظِيمَة وأحياه الله حَيَاة طيبَة يقف هُوَ فِيهَا وَالْإِسْلَام فِي مَوَاقِف الْفتُوح الجسيمة وينقلب عَنْهَا بالأمور الْمسلمَة والعواقب السليمة وَلَا نقص لَهُ رجَالًا وَلَا عددا وَلَا أعدمه نفسا وَلَا ولدا وَلَا قصر لَهُ ذيلا وَلَا يدا وَلَا أسخن لَهُ قلبا وَلَا كبدا وَلَا كدر لَهُ خاطرا وَلَا موردا

وَلما قدر الله ماقدر فِي الْملك الْعَزِيز رَحْمَة الله عَلَيْهِ وتحياته مكررة إِلَيْهِ من انْقِضَاء مهله وَحُضُور أَجله كَانَت بديهة الْمُصَاب عَظِيمَة وطالعة الْمَكْرُوه أليمة فرحم الله ذَلِك الْوَجْه ونضره ثمَّ إِلَى السَّبِيل إِلَى الْجنَّة يسره

(وَإِذا محَاسِن أوجه بليت ... فَعَفَا الثرى عَن وَجهه الْحسن)

<<  <  ج: ص:  >  >>