للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَأما الْأَفْضَل فَإِنَّهُ وصل إِلَى الميدان الْأَخْضَر وَضرب فِيهِ دهليز سرادقه وأقدم برواعده وبوارقه فَأَشَارَ عَلَيْهِ أمراؤه بالتأخر عَن تِلْكَ الْمنزلَة وَكَانَت مِنْهُم زلَّة فنزلوا عِنْد ميدان الْحَصَى ثمَّ تَأَخَّرُوا إِلَى مَسْجِد الْقدَم وامتلأ ذَلِك الفضاء بمضارب الخيم ففترت الصدمة الأولى وَقصرت الصدعة الطُّولى وخمد الْجَمْر فَصَارَ رَمَادا واستحالت تِلْكَ الأمواج المتلاطمة ثمادا ولزموا مَنَازِلهمْ أَكثر من سِتَّة أشهر هُنَاكَ وتمت فوارط عدمت الِاسْتِدْرَاك وامتدت خيامهم من أقْصَى داريا إِلَى الغوطة وظنوا أَنهم آخذون بمخنق دمشق المضغوطة

وَكَاتب الْملك الْعَادِل جمَاعَة من أُمَرَاء الْعَسْكَر الْمصْرِيّ ففارقوه ودخلوا دمشق فأكرمهم واحترمهم مِنْهُم طغرل المهراني وأياز البانياسي وَابْن كهدان ومثقال الْخَادِم وَابْن أُخْت السُّلْطَان ابْن سعد الدّين كمشبه وَكثر الواصلون القاطعون لمن وَرَاءَهُمْ وَأحسن الْعَادِل جزاءهم فتكاثرت الأطماع وَتَتَابَعَتْ الرؤوس والأتباع

وَوصل الْملك الظَّاهِر وَمَعَهُ أَخَوَاهُ الظافر والمعز وجاءهم الْملك الْمُجَاهِد صَاحب حمص وعسكر حماة دون سلطانها وحسام الدّين بِشَارَة صَاحب بانياس وَهُوَ شيخ الدولة وكبيرها

<<  <  ج: ص:  >  >>