للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أكبر الْأَئِمَّة الشَّافِعِيَّة ورئيسها وَإِلَيْهِ فتياها وتدريسها وَهُوَ من أَصْحَاب مُحَمَّد بن يحيى وَكم واجه الْمُلُوك بِالْحَقِّ المر وَأنكر عَلَيْهِم مَا ينكرونه من الْعرف ويعرفونه من النكر وَلما وصل إِلَى مصر كَانَ تقيّ الدّين عمر بن شاهنشاه بن أَيُّوب متوليها فأعجبه سمت الْمَذْكُور فولاه مدرسته بِمصْر وَهِي الْمَعْرُوفَة بمنازل الْعِزّ فوليها وَأقَام فِيهَا مُفِيدا حَتَّى فَازَ فِي جنَّة النَّعيم بفوزه وخلت منَازِل الْعِزّ من منَازِل عزه وَأصْبح النَّاس حول سَرِيره مزدحمين وَعَلِيهِ متوجعين فوصلوا بِهِ إِلَى القرافة مَكَان الرَّحْمَة والرافة وَهُنَاكَ الأصاغر والأكابر من الْمُلُوك والأمراء مشَاة وجنازته بِمَا فِيهِ من لِبَاس التَّقْوَى مغشاة وَلما نفضوا أَيْديهم من ترابه انْفَضُّوا من أيادي بركته متربين وبنار اللهف والتلهب عَلَيْهِ مضطرمين مضطربين

ونمى الْخَبَر إِلَى حماة وَعرف ابْن تَقِيّ الدّين فولى قَاضِي دمشق محيي الدّين بن الزكي بِمصْر وقُوف أَبِيه وسير نَائِبه لتسلم ذَلِك وتوليه وَكَانَ اتّفق حُضُوره عِنْده فِي الرسَالَة فاهتدى برشده إِلَى الضَّلَالَة

<<  <  ج: ص:  >  >>