للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قلت وَفِي ذَلِك يَقُول القيسراني

(لَك الله إِن حَارَبت فالنصر وَالْفَتْح ... وَإِن شِئْت صلحا عد من حزمك الصُّلْح)

(وَهل أَنْت إِلَّا السَّيْف فِي كل حَالَة ... فطَوراً لَهُ حد وطورا لَهُ صفح)

(سقيت الرّدينيات حَتَّى رَددتهَا ... تَرَنَّحُ من سكر فَخَل القنا تصحو)

(وَمَا كَانَ كف الْعَزْم إِلَّا إِشَارَة ... إِلَى الحزم لَو لم يغْضب السَّيْف وَالرمْح)

(وَقد علم الْأَعْدَاء مُذ بِتَّ جانحا ... إِلَى السّلم مَا تنوي بِذَاكَ وَمَا تنحوا)

(إِذا مَا دمشق مَلكتك عنانها ... تَيَقّن من فِي إيليا أَنه الذّبْح)

(مَتى التف نقع الجحفلين على الْهدى ... فَلَا مهمهٌ يحوي الضلال وَلَا سفح)

(إِذا سَار نور الدّين فِي الْجَيْش غازيا ... فقولا لِليْل الْإِفْك قد طلع الصُّبْح)

(تركت قُلُوب الشّرك تَشْكُو جراحها ... فَلَا زَالَت الشكوى وَلَا اندمل الْجرْح)

(صبرت فَكَانَ الصَّبْر خير مغبة ... فسيق إِلَيْك الْملك يسْعَى بِهِ النجح)

(كَانَ القنا تجلو لَهُ وَجه أمره ... وَلَو أمهلت بلقيس مَا غرها الصرح)

(بدوليك الغراء أصبح ضدها ... بهيما وَلَوْلَا الْحسن مَا عرف الْقبْح)

(وَكم من قريح الْقلب لَو بَات وارداً موارد هَذَا الْعدْل مَا مَسّه قرح)

(سخا بك هَذَا الدَّهْر جودا على الورى ... على أَنه مَا زَالَ فِي طبعه شح)

(وَقد كَانَ يمحو رسم كل فَضِيلَة ... وَنحن نرَاهُ الْيَوْم يثبت مَا يمحو)

(بك ابتهج الْأَلْبَاب وابتهج الحجا ... وأثمرت الْآدَاب واطرد الْمَدْح)

(ولاذت بك التَّقْوَى وعاذت بك الْعلَا ... ودانت لَك الدُّنْيَا وَعز بك السَّرْح)

(فَلَا قلب إِلَّا قد تملكته هوى ... وَلَا صدر إِلَّا قد جلاه لَك النصح)

(وَمَا الْجُود فِي الْأَمْلَاك إِلَّا تِجَارَة ... فَمن فَاتَهُ حمد الورى فَاتَهُ الرِّبْح)

(وَلم أختصر مَا قلت إِلَّا لأنني ... اعبر عَمَّا لَا يقوم بِهِ الشَّرْح)

<<  <  ج: ص:  >  >>