للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَ وَفِي ثَانِي عشر رَجَب توجه مجير الدّين صَاحب دمشق إِلَى حلب فِي خواصه وَوصل إِلَيْهَا وَدخل على نور الدّين صَاحبهَا فَأكْرمه وَبَالغ فِي الْفِعْل الْجَمِيل فِي حَقه وَقرر مَعَه تقريرات اقترحها عَلَيْهِ بعد أَن بذل لَهُ الطَّاعَة وَحسن النِّيَابَة عَنهُ فِي دمشق وَرجع إِلَى دمشق مَسْرُورا فِي سادس شعْبَان

قلت وَفِي ذَلِك يَقُول القيسراني

(وفت لَك الدُّنْيَا بميعادها ... باذلة أفلاذ أكبادها)

(وأوفدت غر سلاطينها ... عَلَيْك فِي بهمة أنجادها)

(تبغى سناء اقصدت قَصده ... طَائِعَة طَاعَة أجنادها)

(خاضعة تَعْتَد أعمارها ... يَوْم التلاقي يَوْم ميلادها)

(شامت دمشق بك بَرْق الْعلَا ... فَأرْسلت أصدق روّادها)

(رأتك نور الدّين نَار الْهدى ... قد اشرق الْأُفق بإيقادها)

(فيممت مِنْك حَيا مزنة ... بيض الأيادي ورد ورّادها)

(فاسأل مجير الدّين عَن خُبره ... أوردهَا مَحْمُود إيرادها)

(تبوأت من عزها قبَّة ... سُمر القنا أطناب أوتادها)

(تنافس النَّاس على دولة ... فت بهَا أعين حسادها)

(يَغْدُو المعُادي كالموالى لَهَا ... فوالها إِن شِئْت أَو عادها)

(يَا ملكا تزهى بأسمائه ... مَنَابِر تسمو بأعوادها)

(وَتَأْخُذ الأسماع أَوْصَافه ... عَن جمع الدُّنْيَا وأعيادها)

<<  <  ج: ص:  >  >>