للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واستماله وواصله بالهدايا وَأظْهر لَهُ الْمَوَدَّة حَتَّى وثق إِلَيْهِ ثمَّ صَار يكاتبه فِي بعض الْأَوْقَات وَيَقُول لَهُ إِن فلَانا وَيذكر بعض الْأُمَرَاء الَّذين لمجير الدّين قد كاتبني فِي المخامرة عَلَيْك فاحذره

فَتَارَة يَأْخُذ إقطاع أحدهم وَتارَة يقبض عَلَيْهِ

فَلَمَّا خلت دمشق من الْأُمَرَاء قدم أَمِيرا كَانَ عِنْده يُسمى عَطاء بن حفاظ السّلمِيّ الْخَادِم وَكَانَ شهما شجاعا وفوض إِلَيْهِ أَمر دولته وَكَانَ نور الدّين لَا يتَمَكَّن من دمشق مَعَه

فَقبض عَلَيْهِ مجير الدّين وَقَتله فَقَالَ لَهُ عِنْد قَتله إِن الْحِيلَة قد تمت عَلَيْك فَلَا تقتلني فَإِنَّهُ سَيظْهر لَك مَا أَقُول

فَلم يصغ إِلَى قَوْله وَقَتله

قلت وَفِي بعض قصائد ابْن مُنِير مَا يدل على أَن عَطاء هَذَا كَانَ لَهُ مَعَ نور الدّين فِي دمشق حَدِيث فَإِنَّهُ قَالَ

(ودمشق فِي دمشق رجال سلم ... لحور نِسَائِهِم مِنْهُم نسَاء)

(هِيَ الفردوس اصبح وَهُوَ عاف ... من الْعَافِي وَمن خَال خلاء)

(جنان تعرف الجنات فِيهَا ... وَلَا رأى هُنَاكَ وَلَا رواء)

(لأسمح صعبها وَدنت قصاها ... وأمكنك اقتياد وامتطاء) وَيَا نعم الْعَطاء عَطاء رب ... توسطه فانشطه عَطاء)

(تفاءل بإسمه فالفال وعد ... يكون على ظباك بِهِ الْوَفَاء)

(هُوَ السَّبَب الَّذِي شزرت قواه ... وهذبه لخدمتك الصفاء)

(وَسيف إِن تشمه تشم حساما ... وَإِن تغمد فَنَار بل ذكاء)

(جنتة لَك السَّعَادَة قطف رَأْي ... لنقب الخادعيك بِهِ هناء)

وَيجوز أَنه لم يكن لعطاء فِي ذَلِك حَدِيث وَإِنَّمَا هَذِه الأبيات أَو مَا فِي مَعْنَاهَا كَانَت سَبَب قَتله لما بلغ مجير الدّين ذَلِك

وَعَطَاء هَذَا هُوَ الَّذِي ينْسب

<<  <  ج: ص:  >  >>