للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وافر من عسكرها إِلَى غَزَّة وعسقلان وأغاروا على أَعمالهَا وَخرج إِلَيْهِم من كَانَ بهما من الفرنج الملاعين فأظهر الله تَعَالَى الْمُسلمين عَلَيْهِم قتلا وأسرا بِحَيْثُ لم يفلت مِنْهُم إِلَّا الْيَسِير وغنموا مَا ظفروا بِهِ وعادوا سَالِمين ظافرين

وَقيل إِن مقدم الْغُزَاة فِي الْبَحْر ظفر بعدة من مراكب الْمُشْركين وَهِي مشحونة بالفرنج فَقتل واسر مِنْهُم الْعدَد الْكثير وَحَازَ من أَمْوَالهم وعددهم وأثاثهم مَا لَا يكَاد يُحْصى وَعَاد ظافرا غانما

قلت وَأرْسل إِلَى مؤيد الدولة أُسَامَة بن منقذ من مصر وزيرها الْملك الصَّالح أَبُو الغارات طلائع بن رزيك قصيدة يشْرَح فِيهَا حَال هَذِه الْغُزَاة ويحرض فِيهَا نور الدّين على قتال الْمُشْركين ويذكره بِمَا من الله تَعَالَى عَلَيْهِ من العافيه والسلامة من تِلْكَ المرضة الْمُقدم ذكرهَا وَكَانَ كثيرا مَا يكاتبه طَالبا مِنْهُ إِعْلَام نور الدّين بالغزاة لحثه عَلَيْهَا وَأول هَذِه القصيدة

(إِلَّا هَكَذَا فِي الله تمضى العزائم ... وتنضى لَدَى الْحَرْب السيوف الصوارم)

(وتستنزل الْأَعْدَاء من طود عزهم ... وَلَيْسَ سوى سمر الرماح سلالم)

(وتغزى جيوش الْكفْر فِي عقر دارها ... ويوطا حماها والأنوف رواغم)

(ويوفي الْكِرَام الناذرون بنذرهم ... وَإِن بذلت فِيهَا النُّفُوس الكرائم)

(نذرنا مسير الْجَيْش فِي صفرٍ فَمَا ... مضى نصفة حَتَّى انثنى وَهُوَ غَانِم)

(بَعَثْنَاهُ من مصر إِلَى الشَّام قَاطعا ... مفاوز وخد العيس فِيهِنَّ دَائِم)

(فَمَا هاله بعد الديار وَلَا ثنى ... عزيمته جهد الظما والسمائم)

<<  <  ج: ص:  >  >>