للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الْملك بِنَفسِهِ وَتوجه إِلَى السَّاحِل وَسَار إِلَى مصر

وَفِي هَذِه الْأَيَّام أنفذ نور الدّين واستحضر أَسد الدّين شيركوه من إقطاعه من الرحبة وَكَانَ نور الدّين قد تيمن بأسد الدّين وتبرك بميمون نقيبته لِأَنَّهُ لم يُرْسِلهُ فِي أَمر إِلَّا نجح وَلم يولجه فِي مضيق إِلَّا انْفَتح وَلما حضر أَسد الدّين إِلَى دمشق أخلاه نور الدّين وتحدث مَعَه بأَشْيَاء فِي أَمر مصر وَأمره بالاستعداد وَكَانَ نور الدّين قد أزاح عِلّة الْعَسْكَر الَّذِي يُرِيد يسيره إِلَى مصر فَخرج من يَوْمه

وَكَانَ شارو قد أطمع نور الدّين فِي أَمْوَال مصر ورغبه فِي ملكهَا وَأَنه إِذا ملكهَا كَانَ من قبله فِيهَا

وَلما بلغ شاور استتبابُ أَمر الْعَسْكَر سَأَلَ عَن الْمُقدم عَلَيْهِ فَقيل لَهُ أَسد الدّين شيركوه فَلم يطب لَهُ ذَلِك لِأَنَّهُ ظن أَن التقدمة تكون لَهُ فَلَمَّا زوحم بِهَذَا الْعود سُقط فِي يَده وفت فِي عضده وَلم يجد بدا من الْمسير فَخرج وَاجْتمعَ بأسد الدّين وسارا جَمِيعًا حَتَّى وصلوا أَطْرَاف الْبِلَاد المصرية ونزلوا على تل فِي الحوف قريب من بلبيس يعرف بتل بسطة وضربوا خيامهم هُنَاكَ

<<  <  ج: ص:  >  >>